الروحانيات فى الإسلام: التشريفات الإلهية للأمة المحمدية .. بين طهارة الإعتراف وكرامة الإغتراف .. الإعتراف بالذنوب طوق النجاة من الإبتلاءات .. حقيقة ما تفعله بك الذنوب من خلال القرآن .. الإعتراف بالذنب هل يعتبر توبة أم لا ؟ .. هل الزلات تحبط الاعمال ؟ .. تفسير أهل الإشارة حول آية الإعتراف .. الإعتراف وحده لا يفيد دون عمل يدل على صدق نَدَمَك !!

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 13 مارس 2016

Textual description of firstImageUrl

التشريفات الإلهية للأمة المحمدية .. بين طهارة الإعتراف وكرامة الإغتراف .. الإعتراف بالذنوب طوق النجاة من الإبتلاءات .. حقيقة ما تفعله بك الذنوب من خلال القرآن .. الإعتراف بالذنب هل يعتبر توبة أم لا ؟ .. هل الزلات تحبط الاعمال ؟ .. تفسير أهل الإشارة حول آية الإعتراف .. الإعتراف وحده لا يفيد دون عمل يدل على صدق نَدَمَك !!

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثاني عشر .. من الطهارة في فقه العارفين
..:: التشريفات الإلهية للأمة المحمدية ::..
..:: بين طهارة الإعتراف وكرامة الإغتراف ::..
الفصل الأول : الإعتراف بالذنوب .. (جزء أول)


فهرس الفصل الاول :
.. طهارة الإعتراف والتوبة والإبتلاء ..
.. الإعتراف بالذنوب .. طوق النجاة من الإبتلاءات ..
.. سيأتي لك الشيطان يحدثك ويقول : ألا تستحي ؟ ..
.. حقيقة ما تفعله بك الذنوب من خلال القرآن ..
.. اعتراف الإفاقة .. واعتراف الصفاقة ..
.. لماذا الإعتراف بالذنوب ؟ و الإعتراف بأي شيء ؟ ..
.. الإعتراف وحده لا يفيد .. دون عمل يدل على صدق نَدَمَك !! ..
.. هل أقرَّ الله في القرآن طريقة الإعتراف وقبلها ؟ ..
.. الِاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ هَلْ يعتبر تَوْبَةً أَمْ لَا ؟ ..
.. هل الزلات تحبط الاعمال ؟ ..
.. تفسير أهل الإشارة حول آية الإعتراف ..
.. مواقف حدثت معي " صاحب المقال " ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. سأتكلم في هذا الفصل ضمن سلسلة الصفاء الباطني .. وإن كان تكملة لأجزاء الطهارة في فقه العارفين .. ولكن هذه الطاهرة نحتاج إليها فعلا للصفاء الباطني ..
 * فتصوري الخاص او رؤيتي الخاصة :  هو أن الإعتراف والتوبه والإبتلاء .. هم طهارات إلهية للإنسان ليرتقي في مقامات الرحمة الإلهية ..
فطهارة الإعتراف وطهارة التوبة وطهارة الابتلاء .. وهما طهارات من أكرم الطهارات التي أنعم الله بها على الأمة المحمدية .. وجميعهم من تزكية النفس في العلاقة مع الله .. فمن يريد التزكية فلابد من هذه الطهارات .. وإلا فلن يكون له نصيب في العلاقة مع الله .. لأن مثل هذه الطهارات أو التزكية يؤدي بك إلى القلب السليم والنفس المطمئنة ..

* وطهارة الإعتراف والتوبة والإبتلاء .. جميعهم من أبواب الطهارة الباطنية أي القلبية .. حتى ينظر إليك مولاك بعين الرضا .. لأن القلوب محل نظر الله .. فاعمل على أن يكون نظر الله يقع على ما يحب وليس على ما يكره ..
فهذه الطهارات من أكرم التشريفات الإلهية التي أنعم الله بها على الأمة المحمدية .. حتى ينعم عليهم بنعمة القبول والغفران .. حتى يدخلهم في رحمته وينجيهم من عذاب أليم ..

** هذا تصوري الخاص لطهارة الإعتراف : فقد تأملت الآيات القرآنية ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم .. والعارفين .. فوجدت أن الإعتراف .. يكون على نوعين ..
النوع الأول : وهو اعتراف بالذنب .. وهو مرحلة الندم ..
النوع الثاني : وهو اعتراف بالعجز والفقر إلى الله .. وهي مرحلة العمل بالإخلاص وصدق التوجه إلى الله ..
ولعل هذا التصنيف لم يتكلم أو يكتب عنه أحدا من قبل ذلك .. فيما يتعلق بمسألة الإعتراف .. خاصة وأني لم أجد مكتوبا أو مقروءا أو مسموعا .. قد أعطى هذه المسألة أي نوع من الإهتمام حتى عند الحديث عن التوبة والمغفرة .. فلم يتكلم عن الإعتراف بأي اهتمام .. !! .. مع أن له أصل نبوي وقرآني !! وهو أصل أصيل في العلاقة مع الله ..
وأكرر أن هذا تصوري الخاص وتصنيفي الخاص لمسألة الإعتراف .. ومعي أدلتي من الكتاب والسنة .. وكلام العلماء العاملين إن شاء الله تعالى ... فإن أخطأت فهو من نفسي ووسوسة الشيطان .. وإن أصبت فهو من توفيق الله .. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .. فهو مولاي ولا مولى لي سواه ..

** عموما كان لهذه الطهارة سبب وقصة من بداية علاقتي بالروحانيات التي طالما ساعدتني في الطريق لمعرفة الله .. وكان من المفترض أن أذكر ذلك في جزء خاص من لمحات عن حياتي كجزء رابع .. ولكن أعتقد أن هذا المكان هو المناسب لذكرها ..

* سأذكر لكم ما حدث معي .. أيام عزلتي حول هذه الطهارة بالذات .. ثم ننتقل إلى طهارة التوبة إن شاء الله تعالى ثم إلى طهارة الإبتلاء .. مع محاولة إعادة صياغة العلم الشرعي المتعلق بهذه المسائل .. بطريقة ومنهجية تتناسب مع عقول هذا الزمان ولتكون سببا لإعادة أنفسنا مرة أخرى على الطريق الصحيح إن شاء الله تعالى .
.. وأسأل الله أن يكرمني بذلك ويمدني بمدد التأييد و الإخلاص والتوفيق مع التمكين .. آمين .

نبدأ بسم الله
توكلت على الله ..
****************************
.. شرح بسيط للطهارات الثلاثة ..

** طهارة الإعتراف :  وهي مرحلة إنكسار القلب بالحسرة على ما فرط فيه الإنسان في حق الله تعالى عن طريق المعصية والذنوب سواء في حق الله أو حق العباد ..
أو إنكسار القلب بالفقر إلى الله وإظهار العجز الإنساني بيقين أمام حضرة الألوهية .. لنوال التمكين عند الشدائد ..
المقصود بطهارة الإعتراف أمام الله .. وهو اعتراف العاجز الناقص أمام القادر الكامل .. اعتراف الفاقد للحول والقوة .. أمام من يملك الحول والقوة .. اعتراف بالذل أمام المتكبر العظيم ..

** وطهارة التوبة : وهي هجر المعاصي و فعل الطاعات بالرجوع إلى الله بتجديد الإيمان والمواظبة على العمل الصالح ورد الحقوق للخلق .. مع دوام الإعتراف بالتقصير في حق الله ..

** و طهارة الإبتلاء : فهي تكون من خلال الإختبارات التي تمر على الإنسان في حياته سواء سلبا أو إيجابا .. ليمتحنه الله فيها .. ليظهر الصادقين من الكاذبين ..

** هذه الطهارات الثلاثة هي من بعض التشريفات الإلهية للأمة المحمدية .. لأنها في حقيقتها هي رحمات إلهية ..
لأن السماح بالإعتراف والسماح بالتوبة هو رحمة من الله .. وقبول الاعتراف وقبول التوبة هو رحمة أخرى .. وكذلك الابتلاء رحمة من الله ليمحو لك الخطايا ويرفع لك الدرجات .. إن أحسنت العمل مع الله .. فكل هذه طهارات تشريفية للإنسان للإرتقاء دائما في العلاقة مع مولاه ..
حتى لا يظن الإنسان أن الذنب يحجبه عن الله .. لا .. ولكن ما يحجب الإنسان عن الله هو عدم الندم والإعتراف والتوبة .. مع الإصرارا على المعصية تحديا لله في ملكه ..

***************************


..:: لماذا الإعتراف ؟ ::..

1- لأنها مطلب إلهي .. ولأنها سنة نبوية .. ولأنها فعل الأنبياء كما أخبرنا القرآن بذلك .. وسيأتيك الدليل على ذلك بعد قليل ..
2- ولأنها دليل على اعترافك بذل عبوديتك أمام عز ألوهيته ..
3- ولأنها دليل على إسقاط الكبر من نفسك .. ورغبتك في تغيير نفسك لسلوك طريق الإيمان الصحيح ..


**********************

..:: هل الإعتراف يكون بالذنوب فقط ؟ ::..

الإعتراف يكون بأشياء ..
بالذنوب  - وبالشكر – والفقر إلى الله

على الإنسان المؤمن الصادق ..
*الإعتراف بالذنوب التي ارتكبتها في حق الله سواء كانت أخطاء في العبادات أو المعاملات .. طالبا بذلك الغفران من الله تعالى حتى يمحو ظلمات نفسك .. فيصبح باطنك أي قلبك وعقلك .. مهيأ لقبول أنوار الحق من جديد .. فتنصدع جنبات القلب والعقل بنور الإيمان ..

* وهناك اعتراف بالحمد: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ13 .. وكان فعل النبي صلى الله عليه وسلم لاثبات شكره لله من خلال العمل .. ففي الحديث عن المغيرة بن شعبة قال (قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا) صحيح البخاري .. والقيام في الحديث المقصود به قيام صلاة الليل ..

وهناك أيضا الإعتراف بالفقر إلى الله .. لإظهار العبودية الصادقة لله رب العالمين .. والفقر هو دوام الإحتياج إلى الله .. في ظاهرك وباطنك وأولك وآخرك .. لأنه لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه .. لأنه المحيط بكل شيء وهو على كل شيء قدير .. وهو المدبر الحكيم .. قيوم السموات والأرض جل جلاله .. يقول تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فاطر15 ..

***********************



..:: سيأتي لك الشيطان يحدثك ويقول : ألا تستحي ؟ ::..

** ولا تستمع لكلام الشيطان .. سيأتي ويقول لك : إيه اللي هتقوله لربنا ده ؟ هذا الإله العظيم ستقول له ذنوبك هكذا .. عيب ألا تستحي ؟
فإياك أن تلتفت لمثل هذا الكلام .. وواصل مشوارك واعترافك وتوسلك لله ..

** وإذا أردت أن تجيب على شيطانك فقل له : وأين كان حيائي منه حين عصيته وكان يراني ؟ أحينما أعود إلى مناجاته أستحي منه ؟ أفلا تعقلون ؟

** فهل أنت ستعترف الآن ؟
صدقني ستجد راحة في صدرك وبردا وسلاما حينما تعترف .. وكأن هموما ثقيلة قد ذهبت عنك .. سواء اعترفت بذنوبك بين يدي مولاك .. أو اعترفت بعجزك وفقرك إلى مولاك ..

****************************
 الفصل الأول
الندم والإعتراف بالذنوب

..:: ما الذي تفعله بك الذنوب ؟ ::..

الذنوب هي المشكلة الكبرى في حياة الإنسان .. وهي بوابة الشيطان التي يعبر منها إليك ويجعل منك فريسته .. لأنك ابتعدت عن منهج الله بالخوض في أعراض الناس وهجر تعاليم الدين بإشباع رغبات النفس بطرق غير شرعية ..

* فالذنوب تسبب لك تسليطات روحانية شيطانية .. مثل حدوث المس الروحاني وغيره .. وتمنع عنك اللطف الإلهي وقت نزول السحر والحسد .. فتصبح ناقِما غير راضيا على القضاء الإلهي ويسري فيك الروحانية الشيطانية حتى تتمكن منك .. لأنك لم يكن ملطوفا بك .. لإبتعادك عن الله .. وإنكارك على الله ..!!
يقول تعالى : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) الزخرف36

* وتسبب لك حجاب عظيم بينك وبين الله تعالى وقت الدعاء .. حيث أنها تقف حائلا ومانعا من إجابة دعوتك ..  
يقول صلى الله عليه وسلم : ( الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ : يَا رَبَّ ؛ ياَ رَبَّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغَذِّيَ باِلْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ ؟ )

* الذنوب تسبب لك وقف الحال و الحرمان من الرزق سواء في المال أو الصحة أو الزواج أو صلاح الحال .. وتؤدي إلى ما يسميه الناس بوقف الحال ..
يقول صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) . أي بسبب الذنب ..

** هل هذا فقط ما تفعله الذنوب ؟.. لا ..
وإنما تؤدي لهلاكك وغضب الله عليك .. والطبع على قلبك .. فلا يدخله الإيمان .
تابع الفقرة التالية وتأمل ما جاء بالآيات ..

**************************

الذنوب ومصائب الحياة

..:: حقيقة ما تفعله بنا الذنوب من خلال القرآن ::..

سأتحدث هنا قليلا عن الذنوب .. لأن لها كلام كثير وفصل كبير .. ولكن سأكتفي هنا بتوضيح ما يمكن أن تفعله بك ذنوبك .. حتى لا تغفل عنها .. لأن كثيرا من الناس يتعامون عن ذنوبهم وكأنهم ملائكة لا يخطئون .. وستعلم من خلال الآيات أن سبب مشاكلك كلها هي الذنوب .. والمشاكل تحدث لك ليطهرك من ذنوبك التي اقترفتها بيديك ..!! ولكن من يفهم ؟

اقرأ الآتي جيدا .. وافهم كلام الله ..
فالذنوب سبب المصائب .. فتأمل حالك مع الله ..

1- ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى30

2- ( .. فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) المائدة49

3- ( أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ) الأعراف100

4- ( أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ) الأنعام6

5- ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم .. ) نوح18

6- ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ ) الأنفال54

7- ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) آل عمران11

8-  ( أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ) غافر21

***************************

..:: الإعتراف بالذنوب .. طوق النجاة من الإبتلاءات ::..

( أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المائدة7

الكتب التي كنت أقرأها غالبا ما كانت تتكلم عن التوبة والمغفرة دون أن تتعرض لمسألة الإعتراف بالذنب أو الندم .. وكأنها مسألة تدخل ضمنا مع الإستغفار .. ومن تكلم عنها فقد ذكرها في عدة سطور بسيطة .. لأن كلامه يكون منبسط على التوبة والغفران .. فيذكر كلمة الإعتراف أو الندم .. في سطور ويعود للكلام عن التوبة .. ألهذا كلمة الإعتراف لم تلفت النظر ؟!

شيء غريب ..!!

 ** ولكن الذي أعلمه أن مرحلة الإعتراف بالذنوب .. هي وسيلة الإستغفار .. لأنها مرحلة الندم فعلا .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الندم توبة ) .. لماذا ؟

لأنك طالما ندمت .. فأنت اعترفت .. وطالما اعترفت .. فأنت أسقطت الكبر عن نفسك .. وطالما أسقطت الكبر عن نفسك .. فقد دخلت حضرة الله لتغتسل من فيض رحمته وفضله ..

** حتى على صعيد الإنسان .. إذا وجدت إنسان أخطأ في حقك .. ثم أتاك يعترف بذنبه .. فهذا يكون سببا في التخفيف عليك مما أجرمه هذا الشخص في حقك .. وقد يدعو هذا الإعتراف لك لمسامحة من أجرم في حقك .. فما بالك بأرحم الراحمين ..

** في الحديث ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) .. فهل اعترفت بذنبك لتتوب منه ؟!! وإلا فكيف تتوب عما لا تقر باعترافك به ؟!

* قال صاحب روح البيان : ( إن الاعتراف بالخطيئة ميراث للمؤمن من أبيه آدم عليه السلام ) .. روح البيان ج3 ص494

***************************
..:: هل أقرَّ الله في القرآن طريقة الإعتراف وقبلها ؟ ::..

نعم .. أين ذلك ؟

لها عدة مواطن في القرآن سنذكرهم متتابعين .. فنبدأ .. بهذه الآية :

** قال تعالى : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) التوبة 102

ونسترسل في شرحها قليلا .. لأنها العمدة في هذا المسألة الخاصة بالإعتراف ..

* تفسير عام للآية : ( أَيْ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ، وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ آخَرُونَ أَذْنَبُوا بِالتَّخَلُّفِ فَاعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ بالتقصير .
فَقَوله: إِيجَازٌ لِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ أَذْنَبُوا وَاعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ وَلَمْ يَكُونُوا مُنَافِقِينَ لِأَنَّ التَّعْبِيرَ بِالذُّنُوبِ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ يَقْتَضِي أَنَّهَا أَعْمَالٌ سَيِّئَةٌ فِي حَالَةِ الْإِيمَانِ ، وَكَذَلِكَ التَّعْبِيرُ عَنِ ارْتِكَابِ الذُّنُوبِ بِخَلْطِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ بِالسَّيِّئِ .
وَكَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ ، وَكَرْدَمٌ ، وَأَرْسُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ، وَوَدِيعَةُ بْنُ حِزَامٍ ، وَمِرْدَاسٌ ، وَأَبُو قَيْسٍ ، وَأَبُو لُبَابَةَ .. فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ اعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فِي التَّخَلُّفِ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَتَابُوا إِلَى اللَّهِ وَرَبَطُوا أَنْفُسَهُمْ فِي سَوَارِي الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ أَيَّامًا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي تَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . )
تفسير التحرير والتنوير ج11 ص21 .. باختصار

 * تفسير عام للآية : ( ويوجد معكم أيها المؤمنون قوم آخرون من صفاتهم أنهم اعترفوا بذنوبهم أي أقروا بها ولم ينكروها .
وقوله: (خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) أي خلطوا عملهم الصالح وهو جهادهم في سبيل الله قبل غزوة تبوك ، بعمل سيئ وهو تخلفهم عن الخروج إلى هذه الغزوة .
وقوله : (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) أي عسى الله تعالى : أن يقبل توبتهم ، ويغسل حوبتهم ، ويتجاوز عن خطاياهم .
** وعَبَّر - سبحانه - بعسى للإشعار بأن ما يفعله تعالى ليس إلا على سبيل التفضل منه ، حتى لا يتكل الشخص ، بل يكون على خوف وحذر .
وقد قالوا : إن كلمة عسى متى صدرت عن الله تعالى - فهي متحققة الوقوع ، لأنها صادرة من كريم ، والله تعالى أكرم من أن يُطَمِّع أحدا في شيء لا يعطيه إياه .
وقوله : (إن الله غفور رحيم) ، تعليل لرجاء قبول توبتهم ، إذ معناه ، إن الله تعالى كثير المغفرة للتائبين ، واسع الرحمة للمحسنين .)
تفسير الوسيط لطنطاوي ج6 ص395

******************************

..:: ما هو معنى الإعتراف بالذنب ؟ ::..

* تفسير الإعتراف : ( وَالِاعْتِرَافُ : افْتِعَالٌ مِنْ عَرَفَ . وَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْمَعْرِفَةِ ، وَلِذَلِكَ صَارَ بِمَعْنَى الْإِقْرَارِ بِالشَّيْءِ وَتَرْكِ إِنْكَارِهِ ، فَالِاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ كِنَايَةٌ عَنِ التَّوْبَةِ مِنْهُ ، لِأَنَّ الْإِقْرَارَ بِالذَّنْبِ الْفَائِتِ إِنَّمَا يَكُونُ عِنْدَ النَّدَمِ وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ ، وَلَا يُتَصَوَّرُ فِيهِ الْإِقْلَاعُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَرْكَانِ التَّوْبَةِ لِأَنَّهُ ذَنْبٌ مَضَى ، وَلَكِنْ يُشْتَرَطُ فِيهِ الْعَزْمُ عَلَى أَنْ لَا يَعُودَ .
وَخَلْطُهُمُ الْعَمَل الصَّالح والسيّء هُوَ خَلْطُهُمْ حَسَنَاتِ أَعْمَالِهِمْ بِسَيِّئَاتِ التَّخَلُّفِ عَنِ الْغَزْوِ وَعَدَمِ الْإِنْفَاقِ عَلَى الْجَيْشِ .)
تفسير التحرير والتنوير ج11 ص21 .. باختصار

* تفسير الإعتراف : ( قَوْلُهُ : ( اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ) قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : الِاعْتِرَافُ عِبَارَةٌ عَنِ الْإِقْرَارِ بِالشَّيْءِ عَنْ مَعْرِفَةٍ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُمْ أَقَرُّوا بِذَنْبِهِمْ ، وَفِيهِ دَقِيقَةٌ ، كَأَنَّهُ قِيلَ لَمْ يَعْتَذِرُوا عَنْ تَخَلُّفِهِمْ بِالْأَعْذَارِ الْبَاطِلَةِ كَغَيْرِهِمْ ، وَلَكِنِ اعْتَرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ بِئْسَمَا فَعَلُوا وَأَظْهَرُوا النَّدَامَةَ وَذَمُّوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى ذَلِكَ التَّخَلُّفِ .)
تفسير مفاتيح الغيب للفخر الرازي ج16 ص132

**************************

..:: الإعتراف نوعان : اعتراف الإفاقة .. واعتراف الصفاقة ::..

تفسير : ( والاعتراف لون من الإقرار . والإقرار بالذنب أنواع ، فهناك من يقر بالذنب إفاقة ، وآخر يقر الذنب في صفاقة ، مثلما تقول لواحد: هل ضربت فلاناً ؟ فيقول : نعم ضربته ، أي أنه اعترف بذنبه ، وقد يضيف : وسأضرب من يدافع عنه أيضاً ، وهذا اعتراف فيه صفاقة .

* أما من يعترف اعتراف إفاقة ، فهو يقر بأنه ارتكب الذنب ويطلب الصفح عنه، وهذا هو الاعتراف المقبول عند الله . وهم قد ( اعترفوا بِذُنُوبِهِمْ ) اعتراف إفاقة ، بدليل أن الله قال فيهم : ( خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) .. وعملهم الصالح هنا هو إقرارهم بالذنب ومعرفتهم أن فضيحة الدنيا أهون من فضيحة الآخرة ، أما عملهم السيء فهو التخلف عن الجهاد والإنفاق .. واعترافهم هذا هو اعتراف الإفاقة . )
تفسير الشعراوي باختصار .. ج9 ص5458

********************************

..:: الِاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ هَلْ يعتبر تَوْبَةً أَمْ لَا ؟ ::..

* قال الشعراوي : ( واختلف العلماء : هل هذا الاعتراف يعتبر توبة أم لا ؟
نقول : إن الحق سبحانه وتعالى حينما قال : ( اعترفوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) ثم قوله: ( عَسَى الله أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) أي: رجاء أن يتوب عليهم ، وهذه مقدمات توبة وليست توبة .. فإن صاحبها الندم على ما مضى، والإصرار على عدم العودة في المستقبل .. فيُنظر هل هذا كان منه مخافة أن يُفضح أم موافقة لمنهج الله ؟
إن كان الأمر موافقة لمنهج الله فتكون التوبة مرجوَّة لهم .
( عَسَى الله أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) ، فهذا رجاء أن يتوب الله عليهم ، أما توبة العبد فمسألة تقتضي الندم على ما فات ، والرجوع إلى منهج الله ، والعزم ألا يغضب الله في المستقبل . أما توبة الله فهي تضم أنواع التوبة .. فتشريع الله للتوبة رحمة بمن ارتكب الذنب ، ورحمة بالناس الذين وقع عليهم السلوك الذي استوجب التوبة .
فإن تُبْتُ : فقبول التوبة رحمة ثانية .
فالتوبة ثلاث مراحل : تشريع للتوبة، ثم توبة واقعة ، فقبول للتوبة .. )
تفسير الشعراوي باختصار .. ج9 ص5458- 5462

* قال بن عاشور : ( فَإِنْ قِيلَ: الِاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ هَلْ يَكُونُ تَوْبَةً أَمْ لَا ؟
قُلْنَا: مُجَرَّدُ الِاعْتِرَافِ بِالذَّنْبِ لَا يَكُونُ تَوْبَةً ، فَأَمَّا إِذَا اقْتَرَنَ بِهِ النَّدَمُ عَلَى الْمَاضِي ، وَالْعَزْمُ عَلَى تَرْكِهِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَكَانَ هَذَا النَّدَمُ وَالتَّوْبَةُ لِأَجْلِ كَوْنِهِ مَنْهِيًّا عَنْهُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى ، كَانَ هَذَا الْمَجْمُوعُ تَوْبَةً .. إِلَّا أَنَّهُ دَلَّ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ تَابُوا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ وَالْمُفَسِّرُونَ قَالُوا: إِنَّ عَسَى مِنَ اللَّهِ يَدُلُّ عَلَى الْوُجُوبِ.
وَقَوْلُهُ: ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ) دَلَّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الِاعْتِرَافَ حَصَلَ فِي الْمَاضِي ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الِاعْتِرَافَ مَا كَانَ نَفْسَ التَّوْبَةِ ، بَلْ كَانَ مُقَدِّمَةً لِلتَّوْبَةِ ، وَأَنَّ التَّوْبَةَ إِنَّمَا تَحْصُلُ بَعْدَهَا .
تفسير مفاتيح الغيب للرازي ج16 ص131 -133 .. باختصار



******************************
..:: الإعتراف وحده لا يفيد .. دون عمل يدل على صدق نَدَمَك !! ::..
(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ)

( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . )

* تفسير ارتباط الطهارة بالإعتراف : ( لَمَّا كَانَ مِنْ شَرْطِ التَّوْبَةِ تَدَارُكَ مَا يُمْكِنُ تَدَارُكُهُ مِمَّا فَاتَ وَكَانَ التَّخَلُّفُ عَنِ الْغَزْوِ مُشْتَمِلًا عَلَى أَمْرَيْنِ هُمَا عَدَمُ الْمُشَارَكَةِ فِي الْجِهَادِ ، وَعَدَمُ إِنْفَاقِ الْمَالِ فِي الْجِهَادِ ، جَاءَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ إِرْشَادٌ لِطَرِيقِ تَدَارُكِهِمْ مَا يُمْكِنُ تَدَارُكُهُ مِمَّا فَاتَ وَهُوَ نَفْعُ الْمُسْلِمِينَ بِالْمَالِ ، فَالْإِنْفَاقُ الْعَظِيمُ عَلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ اسْتَنْفَدَ الْمَالَ الْمُعَدَّ لِنَوَائِبِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِذَا أُخِذَ مِنَ الْمُخَلَّفِينَ شَيْءٌ مِنَ الْمَالِ انْجَبَرَ بِهِ بَعْضُ الثَّلْمِ الَّذِي حَلَّ بِمَالِ الْمُسْلِمِينَ .
فَهَذَا وَجْهُ مُنَاسَبَةِ ذِكْرِ هَذِهِ الْآيَةِ عَقِبَ الَّتِي قَبْلَهَا . وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الَّذِينَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ قَالُوا لِلنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذِهِ أَمْوَالُنَا الَّتِي بِسَبَبِهَا تَخَلَّفْنَا عَنْكَ خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهَا وَطَهِّرْنَا .. وَاسْتَغْفِرْ لَنَا ، فَقَالَ لَهُم : لم أومر بِأَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ . حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فَأَخَذَ مِنْهُمُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَاتِهِمْ
، فَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى آخَرِينَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ.
وَالتَّاءُ فِي تُطَهِّرُهُمْ تَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ تَاءَ الْخِطَابِ نَظَرًا لِقَوْلِهِ: خُذْ، وَأَنْ تَكُونَ تَاءُ الْغَائِبَةِ عَائِدَةً إِلَى الصَّدَقَة. وأيّاما كَانَ فَالْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الصَّدَقَةَ تُطَهِّرُ وَتُزَكِّي.
وَالتَّزْكِيَةُ: جَعْلُ الشَّيْءِ زَكِيًا، أَيْ كَثِيرَ الْخَيْرَاتِ .
فَقَوْلُهُ: تُطَهِّرُهُمْ .. إِشَارَةٌ إِلَى مَقَامِ التَّخْلِيَةِ عَنِ السَّيِّئَاتِ. وَقَوْلُهُ: تُزَكِّيهِمْ .. إِشَارَةٌ إِلَى مَقَامِ التَّحْلِيَةِ بِالْفَضَائِلِ وَالْحَسَنَاتِ .
وَلَا جَرَمَ أَنَّ التَّخْلِيَةَ مُقَدَّمَةٌ عَلَى التَّحْلِيَةِ . فَالْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الصَّدَقَةَ كَفَّارَةٌ لِذُنُوبِهِمْ وَمُجْلِبَةٌ لِلثَّوَابِ الْعَظِيمِ .
وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِمُ : الدُّعَاءُ لَهُمْ .
وَقَدْ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ إِذَا جَاءَهُ أَحَدٌ بِصَدَقَتِهِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ
كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى .. يَجْمَعُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ فِي هَذَا الشَّأْنِ بَيْنَ مَعْنَى الصَّلَاةِ وَبَيْنَ لَفْظِهَا فَكَانَ يَسْأَلُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى الْمُتَصَدِّقِ . وَالصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَةُ ، وَمِنَ النَّبِي الدُّعَاءُ .)
التحرير والتنوير ج11 ص22-24 .. باختصار

***************************

..:: هل الزلات تحبط الاعمال ؟ ::..

قال الإمام القشيري : ( «خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً» : ففي قوله «وَآخَرَ سَيِّئاً» بعد قوله «صالِحاً» دليل على أن الزّلّة لا تحبط ثواب الطاعة إذ لو أحبطته لم يكن العمل صالحا .)
تفسير القشيري ج2 ص59 .. باختصار

*****************************

..:: تفسير أهل الإشارة حول آية الإعتراف ::..

( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

* تفسير الإشارة : ( الناس ثلاثة : سابقون ومُخلِطُون ومنهَمِكُون . فالسابقون فائزون ، والمخلطون راجون ، والمنهمكون هالكون ، إلا من تاب وعمل صالحاً ، فالسابقون هم الذين غلب إحسانهم على إساءتهم، وصفاؤهم على كدرهم ، إن هفوا رجعوا قريباً ، فقد تمر عليهم السنين الطويلة ولا يكتب عليهم ملك الشمال شيئاً وذلك ليقظتهم ، لا لعصمتهم ، والمخلطون هم الذين يكثر سقوطهم ورجوعهم، عسى الله أن يتوب عليهم . والمنهمكون هم المصرون على الفواحش ، فإن سبقت لهم عناية رجعوا ، وإن لم تسبق لهم عناية فهم مُعرِّضون لنقمة الله وحلمه . والله تعالى أعلم . )
تفسير البحر المديد ج2 ص424

* تفسير الإشارة : (وآخرون اعترفوا بذنوبهم ) الاعتراف بالذنب هو إبقاء نور الاستعداد ولين الشكيمة وعدم رسوخ ملكة الذنب فيه لأنه مَلِكَ الرجوع والتوبة ، ودليل رؤية قبح الذنب التي لا تكون إلا بنور البصيرة وانفتاح عين القلب .. إذ لو ارتكمت الظلمة ورسخت الرذيلة ما استقبحه ولم يره ذنباً .. بل رآه فعلاً حسناً لمناسبته لحاله فإذا عرف أنه ذنب ففيه خير .

( خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ) أي: كانوا في رتبة النفس اللوامة التي لم يصر اتصالها بالقلب وتنورها بنوره ملكة ولم يتذلل بعد في طاعتها للقلب ، فتارة يستولي عليها القلب فتتذلل وتنقاد وتتنور بنوره وتعمل أعمالاً صالحة ، وتارة تظهر بصفاتها الحاجبة لنور القلب عنها وتحتجب بظلمتها فتفعل أفعالاً سيئة ، فإن ترجحت الأنوار القلبية والأعمال الصالحة وتعاقبت عليها الخواطر الملكية حتى صار اتصالها بالقلب وطاعتها إياه ملكة صلح أمرها ونجت وذلك معنى قوله ::( عسى الله أن يتوب عليهم ) ..

وإن ارتكمت عليها الهيئات المظلمة المكتسبة من غلباتها وكثرة إقدامها على السيئات كان الأمر بالعكس فزال استعدادها بالكلية وحق عذابها أبداً.

** وترجح أحد الجانبين على الآخر لا يكون إلا بالصحبة ومجالسة أصحاب كل واحد من الصنفين ومخالطة الأخيار والأشرار ، فإن أدركه التوفيق ساقه القدر إلى صحبة الصالحين ومتابعة أخلاقهم وأعمالهم فيصير منهم ، وإن لحقه الخذلان ساقه إلى صحبة المفسدين واختلاطه بهم فيصير من الخاسرين أعاذنا الله من ذلك.:( إن الله غفور ) يغفر لهم السيئات المظلمة ويسترها عنهم:( رحيم ) يرحمهم بالتوفيق للصالحات وقبول التوبة . )
تفسير ابن عربي ج1 ص309

*****************************

..:: مواقف حدثت معي " صاحب المقال " ::..

كنت في مرحلة من حياتي .. وجدت خيال للنساء يطاردني .. متعدد الأشكال .. حتى في وسط الصلاة .. وحاولت طرد هذا الخيال عن رأسي .. ولم أستطع ..
فعلمت أن هذا تسليط بسبب ذنوب فعلتها ..
فسجدت لله .. وكررت ( اللهم إني العاصي وأنت الغفور الرحيم ) .. فلم أرفع رأسي إلا وقد اختفت خيالات ..

** ودائما وأبدا .. كلما سيطر على عقلي أو حدث وسوسة في صدري وأردت طردها .. فأسجد لله .. وأكرر الدعاء .. وأكون نادما فعلا وموقنا بأني غارق في المعاصي .. واستحضر صور المعاصي في رأسي حينما أقر بالمعصية .. وأحيانا أقر بذنب معين يؤلمني داخليا وأتحدث مع الله .. حتى أشعر بزول قبضة هذا الذنب عن صدري ..
فمن لي سوى مولاي ؟!

*************************
:: ختاما ::
أكتفي لكم بهذا القدر حتى يسهل الإستيعاب .. وأريد أن تفهم جيدا أمرا مهم ..

هذه المقالات الشرعية بالذات تأخذ وقتا أنت لا تتصورها .. وقراءة مراجع علمية الله أعلم بكثرتها ..

فحتى تعيد صياغة العلم من جديد بأسلوب جديد ومنهج جديد .. وتقوم بتصنيف كل فقرة .. وتجيب على كل سؤال قد يخطر ببال القاريء أو لا يخطر على باله .. فصدقني هو أمر يقدره الله فقط .. فكل ما أرجوه منك أن تقرأ وترتقي في العلاقة مع الله ..

* فتفضل بالقرآءة ثم بالعمل مع الله .. فصدقني حينما أقول لك أنك لن تجد هذا الكلام مطبوعا في كتاب أومسموعا أو مكتوبا على شبكة الانترنت .. لأن نفوس الناس اعتادت أن تنقل الكلام دون أن تتحقق منه حتى كثير من المشايخ .. حتى أن أهم جزء في التوبة .. وهو الإعتراف أو الندم .. ستجد أنك لم تكن تعلم عنه شيئا .. خاصة مع الجزء القادم !!

* فأرجوك .. اقرأ .. ثم اعمل بإخلاص .. واترك الأمر لله .. ليدبر لك حالك ..

::::::::::::::::::::::::::::::::

! نعم .. أَعلَم هذا !
قال لي البعض كلاما سألخصه في صورة سؤال مهذب .. قال: أنت جريء جدا في الكتابة وفي مخالفة ما هو متعارف عليه في روحانيات القرآن وحتى أبحاثك الشرعية .. سواء صوفية أو فقهية .. فلماذا أصدقك ؟

وأعرفكم على صديقنا فهو من أصحاب الفكر الشرعي المذهبي الواحد .. ومن يخالفه فهو كذا وكذا .. ومن أنصار فكرة خدام القرآن " لأنه ممسوس " .. وكان ما يضايقه هو لماذا أختلف كثيرا عما تعارف عليه الناس ؟ .. وحينما ناقشته قال : المشايخ بتقول كده والناس عارف كده !!
فقلت له : وما هي حجة وبراهين المشايخ والناس ؟
قال : كلهم قالوا ..
فقلت : يعني دليلك .. هو أنهم : قالوا .. ؟
فهل أنت تستعقل ما تقوله الآن ؟
فقال : يعني أكذب كل المشايخ على النت والمشايخ اللي أعرفهم .. عشان أصدقك أنت !!
فقلت له : شكرا لك و سأجيبك على العام ..

: وأجيبه أمام الجميع :

نعم .. أَعلَم أني جريء في العلم .. ولكني لست جريء على الكتاب والسنة .. وأحترم عقل الإنسان جدا ..

* وأرفض أن أكون تابع حقير لفكر يدعو إلى العبادة بمذهبية الرأي الواحد .. لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها الخير .. وليس في مذهب واحد أو فكر شخص بعينه ..
وهذه الجرأة لم تكن عن هوى نفس أو اتباع مذهب .. وإنما عن رغبة في إعادة جَمال الدين وإحياءه بصورة تتناسب والعصر ..

* أما عن كلامك عن الأمور الروحانية .. فأرجو من الله أن يعينني في تطهير الدين من وثنية الروحانيين الكذابين .. الذين أشركوا الجن في عبادة الله .. حتى جعلوا من القرآن كتاب روحاني لاستحضار الجن .. وساووه بكتاب الشيطان .. وحتى يخدعوا العامة قالوا لهم : أكذوبة خدام القرآن .. ليتستروا على جرائمهم في حق القرآن .. وإنهم لكاذبون على الله ورسوله .. وكثير منهم مخدوعون .. ولكن هذا لا يشفع لهم .. !!
ولمثل هذه الأسباب وغيرها كنت جريء على العلم .. وهناك أسباب أخرى ذكرتها في مقالات " لمحات من حياتي " ..

* أما عن كونك تراني مخالفا لعالم الإنترنت أو لمشايخك .. فالأنبياء والرسل كانوا مخالفين لقومهم .. فهل كان الرسل والأنبياء كاذبين ؟
وكانت حجة قومهم مثل حجتك تماما .. ماركة " قالوا " ..!!
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ) المائدة104

* فإن وجدت ما يخالف الكتاب والسنة والعقل .. فالحجة بالحجة والبرهان بالبرهان والعقل وبالعقل .. والله يقول ( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة111 ..

* أما عن كونك تصدق أو لا تصدق .. فهذا أمر يتعلق بشخصك ونفسك .. ولا يتعلق بي في شيء .. فما عليَّ إلا وضع علامات التوجيه .. وكل إنسان واختياره .

* وإذا كنت تراني جريئا منحرفا ولا تصدقني من قبل رفع هذا المقال .. وكان دليلك ( قالوا ) .. فماذا ستقول علي بعد قراءة هذا المقال ؟ والذي يليه والذي يليه .. ؟!
ربنا يهديك .. وسلاما سلاما .

****************************
فهرس الجزء القادم .. إن شاء الله
وهو تكمله للجزء الحالي من طهارة الإعتراف من الذنوب

1- هل كان الإعتراف هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟
2- ولكن لماذا كان يستغفر صلى الله عليه ولم ؟.. وقد غُفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه !!
3- من أي شيء كان يستغفر النبي إن لم يكن له ذنوب ؟
4- هل أرشد سيدنا محمد أحدا ليعترف بذنوبه ؟
5- هل اعترف أحدا من الأنبياء بأخطاءه أو ذنوبه ؟
6- قلوب تجهر بالإعتراف لمولاها عسى أن يقبلهم برحمته .. فأين نحن من هؤلاء ؟ ..
7- فلماذا لا نعترف نحن .. ؟! ما هذا الكبر الذي في نفوسنا ؟
8- الإعتراف بالندم لا يفيد .. وقت الموت المحقق !!
9- الفرق بين اعتراف يونس واعتراف فرعون !!
10- الفرق بين من كان ذاكرا ومن كان غافلا .. فاذكروني أذكركم .
11- تمثيلية هزلية ونفوس هزيلة .. نفوس كاذبة .. تتصنع الإيمان بالوهم .. وتتهم الله !!
12- من مواقف الحياة .. سألني شخصا ما : كيف العودة إلى طريق الله .. ؟ .
13- قلوب تجهر بالإعتراف لمولاها عسى أن يقبلهم برحمته .. فأين نحن من هؤلاء ؟ ..
14- بماذا اعترف الصحابة العارفين لمولاهم ؟
15- لماذا رحل العارف بالله ابراهيم بن أدهم من قريته عندما حدث جفاف بقريته ؟
16- كيف كان حال العارفين في دعائهم وهم يعترفون متذللين خاشعين في حضرة مولاهم ؟

***************************

.. يارب ما لي سواك .. فأعني وأهل المدونة الكرام ..

أسأل الله لي ولكم التوبة والإخلاص والتوكل والرضا واليقين مع التمكين .. والوقوف في حضرة الذل لمولانا متحققين بقوله ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .. آمين

تحياتي لكم
****************************

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات في الإسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع المدونة إلا بإذن من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف .

هناك 58 تعليقًا:

  1. 4 - لماذا استجاب الله لهم ؟!
    قصص واقعية نستنبط منها أسرار الدعاء المستجاب ..
    في زمن كثرت فيه الشكوى : لماذا ندعو ولا يستجاب لنا !!

    4- دعاء المحاميد :
    ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻴﻦ *ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ, ﻭﺍﺑﻦ *ﺧﺰﻳﻤﺔ ,ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﻭﺯﻯ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ, ﺑﻤﺼﺮ .. ﻓﺄﺭﻣﻠﻮﺍ .. ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﺗﻬﻢ .. ﻭﺃﺿﺮّ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺠﻮﻉ !!
    ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﻭﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻓﺎﺗﻔﻖ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﺇﻥ ﻳﺴﺘﻬﻤﻮﺍ ﻭﻳﻀﺮﺑﻮﺍ ﻗﺮﻋﺔ .. ﻓﻤﻦ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﺳﺄﻝ ﻷ‌ﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻷ‌ﺻﺤﺎﺑﻪ :ﺍﻣﻬﻠﻮﻧﻰ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﻠي ﺻﻼ‌ﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ !! 
    ﻗﺎﻝ : ﻓﺎﻧﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ .. ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﺑﺎﻟﺸﻤﻮﻉ ﻭﺧﺼﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻳﺪﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ .. ﻓﻔﺘﺤﻮﺍ ؛ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻳﻜﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ؟! .. ﻓﻘﻴﻞ ﻫﻮ ﺫﺍ .. ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺻﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﻓﺪﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﺒﻘﻴﺔ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻼ‌ ﺑﺎﻷ‌ﻣﺲ ﻓﺮﺃﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﺪ ﺟﻴﺎﻉ ﻗﺪ ﻃﻮﻭﺍ ﻛﺸﺤﻬﻢ ﻓﺄﻧﻔﺬ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻫﺬﻩ .. ﻭﺍﻗﺴﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻧﻔﺬﺕ ﺇﻥ ﺗﺒﻌﺜﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ .
    ﺳﻴﺮﺍﻋﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼ‌ﺀ ﻟﻠﺬﻫﺒﻲ 14/ 271 
    ==========
    *محمد بن جرير الطبري
    *محمد بن اسحق ابن خزيمة

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف15/3/16 8:01 م

      ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب
      من باب الافادة وقصصي الواقعية
      ما قبل البارحة
      لي صديق لم يحصل على وظيفة بسبب ليست له سيارة
      لان الوظيفة إشترطوا عليه الحصول على سيارة
      و ليس له مال
      ولمحت له أكثر من مرة .........التجي إلى من له ملك السموات والأرض
      فقررت في نفسي أن ادعو له
      أخذت السبحة ...واستقبلت القبلة
      وقلت .......ماشاء الله لا قوة إلا بالله ........100 مرة
      وبعدها قلت .....اللهم اني أتوسل بها إليك أن تحل بها كل عقدت
      وأن تبطل بها كل تعطيل من طرف الجن والشياطين وردهم خايبين .
      وكررت الدعااء......ما شاء الله
      إتصل بي صديق ....قال لي ....له سيارة للبيع
      اتصلت بصديقي المحتاج ......فيه سيارة للبيع ...انها فرصتك
      المشكل ليس له مال وليس لي مال أعطه إياه
      وبقي الأمر معلقاً
      جاته بعض الرسائل عبر البريد ....في وحدة منها بعض الأموال
      أكثر من ثمن السيارة......وفرح ولم يصدق
      البارحة ...قال لي....لخضر خذني إلى صاحب السيارة ألان
      لكي أرى السيارة .......وكنت مشغول جداً أجلت جميع أشغالي
      وأنا كنت أعرف أن القضية تاخذ وقت كثير .....واخذته إلى صاحب السيارة
      وتكلم معه و أعطاه المفتاح لكي يسوقها ويجربها
      قال لي لخضر ....تذهب معي في السيارة الجديدة ..نجربها واذهب إلى الوظيفة
      ...أقول لهم ...اني اشتريت سيارة .....قلت له ....إذهب لوحدك ودعني عنك ...لي أشغال
      قال لي-.....لا لا أنت كنت السبب ......يجب أن تذهب معي
      في السيارة .....عرفت اليوم الراح....فقلت ...اللهم اني تصدقت بيومي هذا في سبيلك و قضاء حوايج الناس
      وكنت صايم واليوم حر ..... وذهبت معه .....و حصل على الوظيفة و أعجبته السيارة
      وكل الامور ...........مرت كانها حلم لم يكن له شي ....وكان مهموم .........انحل كل شيء......أظنه بسبب الدعااء
      ولههذا كتبت القصة ............ربما تنفع من هو مهموم
      الصديق الحكيم

      حذف
    2. أبشر أخي في الله لخضر " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته " .. " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " .. آمين يارب العالمين

      حذف
  2. غير معرف13/3/16 11:40 ص

    اللهم صل على النور الاحمدي والذات المحمدي ولاتحرمنا رؤياه في الدنيا ولاشفاعته في الاخرة وعلى اله وسلم (اللهم انت ربي لااله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابؤ لك بنعمتك علياوابؤ بذنبي فاغفرلي فانه لايغفر الذنوب الا انت )(اللهم انت ربي لااله الا انت عليك توكلت وانت رب العرش العظيم ماشاء الله كان وما لم يشاء لم يكن ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم اعلم ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما ياحي ياقيوم برحمتك استغيث ومن عذابك استجير اصلح لي شاني كله ولاتكلني الى نفسي ولاالى احد من خلقك طرفة عين الله الله الله مالنا مولى سوى الله كلما ناديت ياهو قال ياعبدي ان الله الله الله يالله لنا بالقبول يارب اقبلنا وارحمنا وتولنا واختم بالخير منك اعمالنا واعمارنا وانت راضي عنا برحمة منك ياارحم الراحمين واجعل اخر كلامنا عند منتهى اجالنا لااله الا الله محمد رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث ان شاء الله من الامنيين صلو على سيدنا محمد يامسلمين

    ردحذف
  3. غير معرف13/3/16 11:51 ص

    اللهم صل على النور الاحمدي والذات المحمدي ولاتحرمنا رؤياه في الدنيا ولاشفاعته في الاخرة وعلى اله وسلم قصيدة تقرء عندنا في نهاية الدروس الدينية ياربنا اعترفنا باننا اقترفنا واننا اسرفنا على لظى اشرفنا فتب علينا توبة تغسلي كل حوبة واستر لنا العوراتي وامنا الروعاتي ربي وانظر الينا ربي ومولدينا والاهل والاخوان وسائر الخلاني وكل ذي محبة اوجيرة اوصحبة والمسلمين اجمع ءامين ربي اسمع فضلا وجودا منك لاباكتساب منا بالمصطفى الرسول نحظى بكل سؤلي بالمصطفى الرسولي نحظى بكل سولي بالمصطفلى الرسولي نحظى بكل سؤلي صلى وسلم ربي عليه عد الحب واله والصحبي عداد طش السحبي والحمد للااله في البدء والتناهي حمدا كثيرا دائم ماهبت النسائم (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) صلو على النبي يامسلمين

    ردحذف
  4. غير معرف13/3/16 2:52 م

    اللهم صل على النور الاحمدي والذات المحمدي ولاتحرمنا رؤياه في الدنيا ولاشفاعته في الاخرة وعلى اله وسلم ياربنا اعترفنا باننا اقترفنا واننا اسرفنا على لظى اشرفنا فتب علينا توبة تغسلنا من كل حوبة . يارب اغفر لنا وعافنا واعف عنا يارب ياكريم الجود والفضل والمن والاحسان الله الله الله صلو على النبي يامسلمين

    ردحذف
  5. الله ، الله ، الله فتح الله لك استاذ خالد و بارك لنا فيك و امدك الله بخير ماعنده و كل ما عنده خير ورزقنا و اياكم و كل اصحاب المدونه الكرام آداب العبوديه و شرف و كرامه الانكسار و الاعتراف و الحياء مع الله و جعلنا اهلا لرحمته و مغفرته و رضاه و محبته و جعل لنا من لدنه حنانا ورحمه وودا و جعلنا كما يحب و غفرلنا جميعا ما علمنا و ما لم نعلم ان شاء الله ، انه هو العفو الكريم و الصلاه و السلام علي محمد و ال محمد و اصحاب محمد في العالمين امين.

    يا ربِّ إنْ عـَظـُمتْ ذنوبي كثرة ً *** فلقد علمتُ بأنَّ عفوكَ أعظــمُ
    إنْ كانَ لا يرجوكَ إلا مـُحســـن ٌ *** فبمـَنْ يلوذ ُ ويستجيرُ المجـرمُ
    أدعوكَ ربـِّي كما أمرتَ تـضرُّعا ً*** فإذا رددتَ يدي فمنْ ذا يرحـمُ
    ما لي إليكَ وسيلة ٌ إلا الرَّجـــــــا *** وجميل عفوك ثمَّ أنيَّ مـُســـلمٌ

    ردحذف
  6. السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته....
    إخوتي الأحباء...أراد أبو الحروف أن يقدم لكم بعض اللطائف في علم أسرار الحروف عن ...’’ الاعتراف ’’...
    بسم الله الرحمن الرحيم....
    إخوتي الأحباء...لقد تكلم الأستاذ خالد عن الاعتراف و التوبة و الابتلاء...بأمور لم نسمعها من قبل فعلا و لم نقرأ لها كثيرا...و هذا أول اعتراف....هههههه
    لقد عرف أستاذنا خالد الاعتراف بأنه طهارة إلهية للإنسان ليرتقي في مقامات الرحمة الإلهية....
    فالاعتراف للارتقاء أو الصعود في المقامات....أي الارتفاع.....
    و في علم أسرار الحروف ...كلمة ...’’الاعتراف’’ لها نفس حروف ...’’الارتفاع’’....فهي إشارة إلى أن الاعتراف لله بذنوبك و عجزك و فقرك هو ارتفاع في مكانتك و مقامك عند الله ....فكلما زاد تذللك لله ازددت ترفعا و سموا .....

    و يقول الله تعالى ’’ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ’’...
    و هنا الله سبحانه و تعالى يتحدث عن الذين خلطوا العمل الصالح مع العمل السيئ....و لكن اعترفوا بذنوبهم...و هي إشارة أيضا إلى أهل الأعراف....الذين تساوت حسناتهم بسيئاتهم و تخلفوا عن دخول الجنة....
    و الأعراف هو مكان مرتفع بين الجنة و النار....فهو إشارة إلى أن الاعتراف هو الارتفاع أيضا......
    و يقول الله تعالى في سورة الأعراف ’’ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ’’....و هذا كرم من الله تعالى لأهل الأعراف...
    إخوتي الأحباء...رغم أن سيئاتهم تساوت مع حسناتهم إلا أن رحمة الله كانت أوسع ...فدخلوا الجنة لأن أهل الأعراف أكيد أنهم كانوا معترفين بذنوبهم.....يقول الله تعالى ’’ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ’’....
    فقد اعترفوا بذنوبهم رغم خلط أعمالهم الصالحة بالسيئة.....و هذا سر نزول رحمة الله بهم و الله تعالى أعلم....

    و في علم أسرار الحروف أيضا كلمة ...’’ الأعراف ’’...من ...’’ الاعتراف ’’....و الله أعلم...
    و الأعراف أيضا من المعرفة...لأن أهل الأعراف كانوا يعرفون الناس من سيماهم...لقوله تعالى ’’ وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ’’....فالأعراف من فعل...’’ عرف ’’....و هو نفس حروف الفعل ...’’ رفع ’’....و الله أعلم....

    يقول الأستاذ خالد أيضا أن التوبة و الابتلاء هو تطهير للمؤمن....و هناك اقتران بينهما....
    فقد ينزل بعد التوبة ابتلاء....و قد يكون ابتلاء تستوجب بعده توبة ليرفع ذلك الابتلاء....فمن أجل رفع الابتلاء يجب التوبة من الذنوب....
    و حتى في علم أسرار الحروف...كلمة...’’ ابتلاء الله’’....لها نفس حروف...’’ تب إلى الله’’......

    إخوتي الأحباء...كانت هذه بعض اللطائف الخفيفة قدمها لكم السيد أبي الحروف...الذي يطلب منكم الدعاء...
    اللهم صل على سيدنا محمد و على اله و سلم....
    تحياتي الخالصة لكم و تحيات السيد أبي الحروف....

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله اخى سامى لا حرمنا الله منك
      و لا من لطائف السيد ابو الحروف
      الله يرضى عنك . و يجزيك عنا خيراا

      Marwa aly

      حذف
    2. أخى الكريم / سامى .. لن أبالغ ان قلت اننى بعد قراءة كل موضوع جديد للأستاذ خالد أنتظر درس جديد من دروس السيد أبو الحروف او أبو الأرقام .. زادك الله علما و معرفة ، و رزقك الصحة و العافية ، و أدخل عليك و على أسرتك السعادة و الهناءة الدائمة .
      تحياتى لك و للسيد أبو الحروف

      حذف
    3. أختي الكريمة مروة...هذا لطف منك...و دائما كريمة أنت...
      جزاك الله خيرا...و بلغ سلامي الى مهاب و يوسف...
      تحياتي و تحيات السيد ابوا الحروف...

      حذف
    4. أختي الكريمة هالا...سعيد جدا أنا بإهتمامك و إخلاصك...و هذا شرف عظيم لي...
      فتحياتي الخالصة لك...و كذلك السيد ابي الحروف فهو سعيد جدا بك...
      جزاك الله خيرا و أنعم الله عليك برضوانه...

      حذف
    5. ما شاء الله .. كلام ممتع جدا أخي سامي وابو الحروف
      بارك الله فيكم .. وحفظكم ورعاكم .. آمين يا رب العالمين

      حذف
  7. شكر و عرفان لصاحب القلم الثائر و الفكر المستنير و الموضوعات المميزة التى لا نجد لها مثيل..
    و سبب تميزك انك تستكمل ما بدأه الأخرون و تجمع ما فقدوه و تضيفه لما دون من قبل .. بل و تعيد صياغة العلم من جديد بإسلوب بسيط و مميز مع شرح واف ..
    تقبل الله منك ، و زادك الله علما و رفع شأنك و أعلى مقامك و رزقك الفردوس الأعلى .. آمين

    ردحذف
  8. من قصص القراءن ؛؛

    ((واَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ))

    قال ابن كثير والطبري وغير واحد من المفسرين:

    لما سلب سليمان عليه السلام ملكه*
    كانت الشياطين تصعد إلى

    الفضاء فتصل إلى الغمام والسحاب حيث يسترقون السمع من كلام الملائكة الذين يتحدثون ببعض

    ما سيكون بإذن الله في الأرض من موت أو أمر أو مصائب فيأتون الكهنة الكفار الذين يزعمون بأنهم

    يعلمون الغيب ويخبرونهم بما سمعوا..

    فتحدث الكهنة الناس به فيجدونه كما قالوا..

    فلما ركنت إليهم الكهنة أدخلوا الكذب على أخبارهم فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة..

    وكانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان فيكتبوا مثلا:

    (من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشمس وليقل كذا وكذا ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر

    الشمس وليقل كذا وكذا..)

    فلما ينتهوا يجعلوا عنوانه:

    هذا ما كتب آصف بن برخيا عن الملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم

    وفشا في بني إسرائيل أن الجن والشياطين يعلمون الغيب والعياذ بالله..

    فلما استعاد سليمان ما وهبه الله بعث جنوده وجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه..

    ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يقترب من الكرسي وإلا احترق..

    وقال سليمان عليه السلام:

    لا أسمعن أحدا يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه

    وكانت الشياطين مغتاظة من سليمان لأن الله أعطاه سر التحكم فيهم..فكانوا يطيعونه مع كفرهم

    حيث كانوا يخدمونه يعملون له أعمالا شاقة كما بين القرآن..

    ولما مات سليمان وقل عدد العلماء الذين عرفوا ماذا فعل سليمان بكتب السحر وأنه دفنها تحت

    كرسيه ومضى جيل وأتى غيره تمثل إبليس في صورة إنسان ثم أتى جماعة من بني إسرائيل فقال لهم:

    هل أدلكم على كنز لا ينفد بالأخذ منه؟

    قالوا:

    نعم

    قال:

    إن سليمان لم يكن نبيا إنما كان ساحرا فاحفروا تحت كرسيه

    فاعترض المسلمون وغضبوا وقالوا:

    بل كان سليمان نبيا مسلما مؤمنا

    وعاود إبليس الكرة مرارا حتى صدقه بعضهم من ضعاف النفوس وذهب معهم وأراهم المكان

    ووقف غير بعيد لا يستطيع الاقتراب وإلا احترق.. فقالوا له:

    اقترب يا هذا

    فقال:

    لا ولكنني ها هنا بين أيديكم فإن لم تجدوا الصندوق فاقتلوني

    فحفروا فوجدوا الصندوق وأخرجوا تلك الكتب..فلما أخرجوها قال إبليس اللعين:

    ما تم لسليمان ملكه إلا بهذا السحر وبه سخر الجن والإنس والطير والريح

    فقال الكفار:

    لقد كان سليمان ساحرا..هذا سحره به كان يأمرنا وبه يقهرنا

    ثم طار إبليس وفشا بين الناس أن سليمان كان ساحرا والعياذ بالله وكذلك صاحبه وكاتبه آصف

    بن برخيا الذي جلب له عرش بلقيس بكرامة أكرمه الله بها (الذي عنده علم من الكتاب)-

    وأخذ كفار بني إسرائيل يعملون بما في تلك الكتب..

    والحق أن السحر ليس من عمل الأنبياء ولا الأولياء وما كفر سليمان لأنه نبي من عند الله منزه

    عن الكبائر وصغائر الخسة وعن كل القبائح والرذائل فضلا عن أنه منزه عن الكفر..

    فلما كثر السحرة الذين تتلمذوا على أيدي الشياطين وادعوا النبوة وعلم الغيب وتحدوا الناس بالسحر

    أنزل الله ملكين من ملائكته الكرام وهما هاروت وماروت ليعلما الناس ما هو السحر فيتمكنوا من

    تمييز السحر من المعجزة التي هي دليل نبوة الأنبياء عليهم السلام..

    ويتبين كذب السحرة في دعواهم النبوة ولكي لا يلتبس على بعض الناس حالهم فإن السحر يعارض

    بسحر أقوى منه -فقد يبطل السحر ساحر آخر-..

    وفيه التمويه والتخييل على الناس وخدع وشعوذات..

    ومن جهة أخرى هو نوع من خدمة الشياطين للسحرة لأن الشياطين أجسام خفيه لا يراها الناس

    ويكون السحر أحيانا بوضع تركيبة من مواد معينة تجمع وتحرق ويتخذ منها رماد وحبر ويقرأ عليها كلمات

    وأسماء ثم تستعمل في ما يحتاج إليه من السحر..

    وأما المعجزة فهي أمر خارق للعادة لا يعارض بالمثل يظهر على يد النبي وقد يكون مقرونا بالتحدي..

    فكانا يعلمان تعليم إنذار لا تعليم تشجيع له كأن يقولا:

    يتبع ..

    ردحذف
  9. لا تفعل كذا-كما لو سأل سائل عن صفة الزنا أو القتل فأُخبر بصفته ليجتنبه-

    لذلك كانا يستدركان قائلين:

    فلا تكفر

    أي فلا تتعلم السحر معتقدا أنه حق يجلب الخير أو يدفع الضرر فتكفر

    كما كانا يعلمان الناس كيفية اتقاء شرور السحر إن سحروا..

    وكانا لا يعلمان أحدا حتى ينصحاه بأنهما جعلا ابتلاء واختبارا قائلين:

    إنما نحن ابتلاء من الله وفتنة فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل به كفر ومن تعلم وتوقى عمله ثبت

    على الإيمان..

    وبين الله في القرآن أن الملكين أقصى ما يعلمانه هو كيف يتم التفريق بين الرجل وزوجته..وأن ضرر

    ذلك لا يكون إلا بمشيئة الله لأن الله تعالى هو الذي يخلق النفع والضرر..

    ثم أثبت تعالى أن من يتعلم السحر ويرتكبه فهو ضرر عليه ويعود عليه بالوبال.

    وهاروت وماروت ملكان كريمان من ملائكة الله الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

    Marwa aly

    ردحذف
  10. جزاك الله خيرا استاذى /خالد

    يقول حبيبنا و مولانا الطيب الطاهر
    يفول الله تعالى :
    ((ان عند ظن عبدى بى .و انا معه اذا ذكرنى .
    فان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى .و ان ذكرنى فى ملا ذكرته فى ملا خير منهم . و ان تقرب الى شبرا تقربت اليه زراع و ان تقرب الى زراع تقربت اليه باعا .و ان اتانى يمشى اتيته هرولا ))


    الهى ارحم بعفوك ضعفى و زلى .
    وكن لى عونا عند السؤال .
    فانى عبد حملى ثقيل .
    و لى ذنوب مثل الرمال .

    تحياتى لك استاذى

    Marwa aly

    ردحذف
  11. انا المسلم14/3/16 8:07 ص

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالفعل كلام ينير العقل واشعر ان اجزاء من تفكيرى كانت مغلقة ومظلمة وان مقالات فضيلتكم تفتحها وتنيرها فجزاكم الله خيرا وزادكم من فضله واسمح لى استاذى ان استوضح من حضرتك بعض الامور بالنسبة للاعتراف هل يلزم الاعتراف لكل الذنوب التى اذنبها العبد منذ اصبح محل للتكليف كعدم الصلاة فى الماضى او الافطار فى رمضان اووووو وقد يكون غير متذكر لها تحديدا وعددا وان كانت هناك كبيرة كعلاقات نسائية مثلا فعلها فى بداية شبابه كيف يعترف بها وهل يقول انى قد فعلت كذا وكذا مع فلانة وفلانة ويذكرهم بالتفصيل ثم يطلب المغفرة ام ان يقول انى قد فعلت فاحشة الزنا فى الماضى فاغفر لى يالله مرة واحدة شاملة لكل الذنوب الخاصة بكبيرة الزنا ويطلب المغفرة من كل هذه النوعية من الذنوب وهل الاعتراف يكون مرة واحدة ام يجب ان يكون بعدد مرات الذنوب اويزيد ان كان لايتذكرهاارجو من فضيلتكم ان تكتب لى مثالا لصيغة اعتراف بالذنب وطلب المغفرة منه لكبيرة الزنا فى الماضى البعيد

    ردحذف
    الردود
    1. صديقنا العزيز .. أنا المسلم ..
      مغزى الكلام في المقال أو المقصود .. هو الإعتراف عموما .. وحينما قلت لصديقي اعترف بكذا وكذا ... فهو من باب التحرر من صنم المعصية في النفس حتى لا تكون حاجز له في علاقته مع الله ..
      فمثلا أنت حينما تتكلم مع صديق لك في ضيق حدث لك .. لماذا تحكي له ؟
      لأنك تريد أن تتكلم وتُخرج ما بداخلك .. وإلا ستموت كمدا وضيقا ..
      فكذلك الحال مع الله .. هو اولى أن نتكلم معه ونحكى له همومنا وما يضايقنا .. لأنه مولانا وربنا أي مربينا وهادينا ..

      فليس بالضرورة أن تحكي تفاصيل مع الله .. فيكفي أن تقول اعترف بعصياني اخطائي وتستحضر ذنوبك امام عينيك ( فى خيالك ) وكأنك تريد أن تقول لله اغفر لي هذا الذنب وهذا وهذا وهذا .. كلما كررت اتعرف بذنوبي وعصياني .. فاغفر لي ذنوبي وعصياني ..
      فليس بالضرورة أن تشرح نوع المعصية .. ولكن استحضار المعصية في النفس حين الاعتراف بها .. أمرى يقوى عزيمة النفس بعد ذلك في العلاقة مع الله .. وستشعر بذلك بعدما تعترف .. وكأنك قد تحررت فعلا .. خاصة حينما تترف وأنت ساجد ..
      فصدقني حينما ترفع رأسك من السجود فستجد وكأن صدرك قد تطهر .. وحدث تغيير غريب بداخلك .. وهذا ليس معناه غفران الذنوب .. وإنما معناه علامة القبول من الله .. وغن شاء الله يغفر لك .. ولكن كرر الاعتراف وطلب المغفرة مع التوبة .. وسيجزي الله المحسنين ..

      طبعا في الجزء القادم .. ستجد كلام بديع جدا جدا قد يكون أول مرة تنتبه له أو تعرفه .. من خلال ما قاله سيدنا ومولانا رسول الله أو من خلا الرسل أو من خلال الملائكة أو من خلال المؤمنين أو من خلال العاصين الذينقبلهم الله .. أو من خلال كل مكونات الوجود .. فستجد ان الكون كله يعترف .. كله يعترف .. ولكن نفس الإنسان الامارة بالسوء .. فقط هي الوحيدة التي ترفض أن تعترف .. للأسف !!
      وسأذكر لك نموذج عن طائفة تظن أنها مؤمنة .. وهم من أبعد ما يكون عن الإيمان في المقال القادم إن شاء الله تعالى ..

      فيكفيك أن تقول ( اللهم أني اعترف بعصياني وذنوبي .. فااغفر لي وارحمني ما علمت منه وما لم أعلم )

      ** او تدعو بدعاء آدم عليه السلام ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تعفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) أو دعاء سيدنا يونس ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )

      **والأفضل مطلقا من وجهة نظري هو دعاء سيد الإستغفار .. دعاء سيدنا رسول الله ( اللهم أنت ربي .. خلقتني وانا عبدك .. وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت .. أعوذ بك من شر ما صنعت .. أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي .. فاغفر لي .. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .. )
      ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم .. إن قلته بقلب صادق .. فصدقني ستتعير الأحوال تماما .. خاصة أثناء السجود .. ولكن مع المواظبة عليه كثيرا وكأنك تتوسل به إلى الله .. فالتكرار معناه التوسل بالدعاء إلى الله .. وتظل تكرر هذا الأمر كل يوم حتى آخر نفس في حياتك .. في كل سجود وكلما اختليت بنفسك ..
      ( واكتم حالك عن الناس ولا تخبر أحدا عن حالك أبدا مع الله .. حتى ولو والديك )

      أما عن الذنوب التي لا تعلمها .. فلا يهم .. لأنك تعترف بذنوبك عموما وليس عن ذنب محدد .. إلا إن كان هناك ذنب محدد أنت تعرفه .. ومستشعر أنه يسبب لك آلام نفسية .. وتريد من الله أن يحررك منه ويخفف عليك الأمر ..

      وعموما فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .. (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ) ..

      وصدقني : كلما اعترافت بالذنوب واستغفرت والتزمت بتوبيك .. كلما اغترفت من رحمته تعالى ولطفه وفضله .. والله غفور رحيم ..

      واعلم يقينا : أن الذنب لا يحجب العبد عن مولاه أبدا مهما كان الذنب .. حتى ولو كان زنا محارم أو كفرا بالله .. شرط صدق التوبة والاخلاص بالرجوع إلى الله معترفا ومقرا بأخطاءك .. وتعمل صالحا وتزيد فيه مخلصا لله في العمل ..

      والاعتراف يظل دائما في كل حياتك وليس مرة أو مرتين أو حتى لمدة سنة .. لا ... فهو يظل دائما وكأنه يصبح حالا لك مع الله يعني دعاء ملازم لك في كل حياتك .. وكذلك الاستغفار .. و التوبة ..
      وبقدر اخلاصك مع الله في الدعاء بقدر خلاصك من ذنوبك
      وبقدر عملك يكن مددك ..

      ربنا يكرمك ويغفر لك ذلك ويطهر لك قلبك .. آمين
      تحياتي لك

      حذف
    2. غير معرف15/3/16 6:58 م

      جميل ما كتبت في ردك أخي خالد
      أوضحت أكثر

      الصديق الحكيم

      حذف
  12. غير معرف14/3/16 8:15 ص

    سلام على من اتبع الهدى....
    بارك الله فيك وفي احبابك اخي الحبيب واستاذي العزيز ...خالد...
    ارى انك سترتقي بنا من عالم الناسوت الى عالم اللاهوت والرحموت...
    الاخ العزيز سامي ...ارى نورا من العلم سيأتيك ...يارب
    الاخ العزيز لخضر...انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب...ارى مفتاح الفرج قريب ..
    الاخت الفاضلة قطر الندى...ارى انوار اللطائف تحوم حولك
    الاخت الفاضلة هالة ...ارى ان باب الخير قد فتح لك..ماذا تنتظرين..
    وتحياتي الى كل اصدقاء المدونة الاوفياء ....سيف

    ردحذف
    الردود
    1. أخى الكريم / سيف .. كنت انتظر الإشارة فأتيت لى بالبشارة ..
      طيب الله خاطرك .. و زادك علما و بصيرة .. و جعلك الله ممن ينادى عليهم " أبشر بروح و ريحان و رب راض غير غضبان " .. تحياتى لك

      حذف
    2. اخي العزيز سيف...اعلم انك في القلب...و اني افتقذك كثيرا...و اجوا من الله أن يلاقينا في اقرب وقت...
      تحياتي لك...

      حذف
    3. ما شاء الله ما ابهى بشائرك .اخى الغالى سيف
      كيفك حالك ؟
      اسال الله ان يسهل حالك و يجعل كل عسير يسير ويذلل لك الصعاب و يحقق كل امانيك
      اختك /marwa aly

      حذف
    4. ما شاء الله ما ابهى بشائرك .اخى الغالى سيف
      كيفك حالك ؟
      اسال الله ان يسهل حالك و يجعل كل عسير يسير ويذلل لك الصعاب و يحقق كل امانيك
      اختك /marwa aly

      حذف
    5. غير معرف15/3/16 10:39 م

      اخوك سيف ...اشكرك اختي مروة على دعاءك لي وعلى طيبة قلبك..
      راسلتك على الايميل...عسى ان يكون خير..
      اطمءني لي لك بشرى ..عندما يحين وقتها اخبرك بها...
      ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب )
      اللهم امحو كل شر يصيبنا..وثبت كل خير يجمعنا..امين..
      تحياتي لك....سيف

      حذف
    6. وعليك السلام أخونا أهل الوفاء سيف ..
      بشرك الله بما تتمناه ويحبه ربك ويرضاه
      آمين يارب العالمين

      حذف
  13. جزاك الله خيرا أستاذ سامى وفتح الله عليك ونفع بك وبعلمك

    ردحذف
    الردود
    1. اختي سحر...بارك الله فيك و جزاك خيرا و فتح لك خزائنه...و جعلك الله من عباده الصالحين...
      تحياتي الخالصة لك و تحيات السيد ابو الحروف....

      حذف
  14. يقينى بالله14/3/16 10:27 م

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاعتراف كلمة مشتقة من عرف ومن عرف الله حقا علم ان الله مطلع عليه يعلم ما فعلت من الذنوب سرا وعلانيه
    ومن عرف ان الله مطلع عليه استحى من الذنب فلجأ الى الله عز وجل معترفا ومقرا بذنه راجيا مغفرة ربه عز وجل فالله عالم الغيب والشهادة غفور رحيم ..هنا جائتنى قصه لطيفة لاحد العابدين قصة توبة الفضيل بن عياض



    الفضيل بن عياض هو أحد الصالحين الكبار كان يسرق ويعطل القوافل في الليل، يأخذ فأساً وسكيناً ويتعرض للقافلة فيعطلها، كان شجاعاً قوي البنية، وكان الناس يتواصون في الطريق إياكم والفضيل إياكم والفضيل ! والمرأة تأتي بطفلها في الليل تسكته وتقول له: اسكت وإلا أعطيتك للفضيل .

    وقد سمعت قصةً من رجل تاب الله عليه لكن تحدث بأخبار الجاهلية، قال: كنت أسرق البقر -وهو شايب كبير أظنه في المائة- قال: فنزلنا في تهامة ، فأتت امرأة ودعت على بقرتها وقالت: الله يسلط عليك فلاناً، وهو صاحب القصة، قال: فلما حلبت البقرة أخذت البقرة برباطها وطلعت الحجاز ، أي: وقعت الدعوة مكانها، فيشتهر -والعياذ بالله- بعض الناس حتى يصبح يضرب به المثل، فالمرأة كانت تقول للولد: اسكت وإلا أخذك الفضيل .

    أتى الفضيل بن عياض فطلع سلماً على جدار يريد أن يسرق صاحب البيت، فأطل ونظر إلى صاحب البيت فإذا هو شيخ كبير، وعنده مصحف، ففتحه واستقبل القبلة على سراج صغير عنده ويقرأ في القرآن ويبكي -انظر الفرق بين الحياتين: هذا يقطع السبل، لا صلاة ولا صيام ولا عبادة ولا ذكر ولا إقبال، وهذا يتلو آيات الله أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الرعد:19] وقال تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر:9].

    جلس الفضيل ووضع يده على السقف وظل ينظر إلى ذلك الرجل العجوز الذي يقرأ القرآن ويبكي، وعنده بنت تصلح له العشاء، وأراد أن يسرقه وهو بإمكانه؛ لأن ذلك الرجل قوي، وهذا الشيخ لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فمر الشيخ بقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16]

    فنظر الفضيل إلى السماء وقال: يا رب! أني أتوب إليك من هذه الليلة، ثم نزل فاغتسل ولبس ثيابه وذهب إلى المسجد يبكي حتى الصباح، فتاب الله عليه، فجعله إمام الحرمين في العبادة، هذا السارق أولاً أصبح إمام الحرمين الحرم المكي، والحرم المدني
    الاعتراف بالذنب اول طريق العابدين والخطوة الثانية التوبة مع الندم الشديد والخطوة التاليه هى الى الاسراع الى الله بالذل والخضوع بل الانكسار والخوف الا تقبل منا التوبه من هنا فقط تنكسر النفس فيشرق فى القلب الرجاء فى رحمته الله عز وجل والاقبال عليه...
    الصدق هو اساس كل خير بل هو طرق الحق .
    فمن كان صادق مع نفسه اعترف بذنبه فلجا الى ربه نادما على فعله طالباعفوة طامعا فى رحمته متمسكا بقربه
    لااعلم لما دائما اربط الصدق بكل شئ فى الحياة ولما ربطت الصدق بالاعتراف والتوبه لعلى افهم نفسى بعد حين لكنى دائما اقول لنفسى ان الكذب اساس كل الذنوب والاثام والشرور
    والصدق هو اساس الخير وهو بدايه طريقنا الى الله نسال الله العظيم ان يجعلنا من الصادقين الصدقين المعترفين بذنوبهم المتطهرين من اثامهم التائبون الى ربهم اللهم امين .
    استاذ خالد جزاك الله خيرا وعلمك الله ما ينفعك ونفعك مما علمك وزادك بفضله علما ونورا اللهم امين .تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف15/3/16 6:44 م

      نعم فضيلة الصدق لها أثر كبير في بداية الطريق
      الصديق الحكيم

      حذف
    2. يقينى بالله15/3/16 9:41 م

      الصدق مع النفس يورث الامن والطمأنينة والسكينة والسلام تجاه الاخرين..دائماً نبدأ بانفسنا
      من كلام ابن القيم رحمه الله ؛كل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب. الفوائد ص245

      اغتنم هذه الحياة بالصدق مع الله فمن صدق مع الله صنع الله له فوق ما يصنع لغيره كما قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد
      اخى الكريم الصديق الحكيم طبت وطاب مسعاك
      وجعل الجنة مثواك ..تحياتى

      حذف
  15. يقينى بالله14/3/16 10:46 م

    انظر إلى رحمة الله بك واستحى منه

    انظر إلى رحمة الله بك لتتعلم الحياء ، وانظر إلى لطفه بك وحرصه عليك ، يقول الله في الحديث القدسي:
    " إني و الإنس و الجن في نبأ عظيم
    أخلق و يعبد غيري ، أرزق و يشكر غيري
    خيري إلى العباد نازل و شر العباد إليَّ صاعد
    أتودد إليهم بالمغفرة و أنا أغنى الأغنياء عنهم، و يتباغضون إليَّ بالمعاصي و هم أشد ما يكونون حاجة لي
    أهل ذكري أهل شكري، أهل طاعتي أهل محبتي
    أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي
    من تاب إلي منهم فأنا حبيبهم، و من لم يتب فإني طبيبهم
    من جاءني منهم تائبا تلقيته من بعيد مرحبا بالتائبين
    و من ذهب منهم عاصيا ناديته من قريب إلى أين تذهب أوجدت ربا غيري أم وجدت رحيما سواي
    الحسنة عندي بعشرة أمثالها و قد أزيد و السيئة عندي بواحدة و قد أعفو
    و أنا على عبادي أرحم من الأم بأولادها"
    أي جمال هذا..وأي رحمة بعد هذا ؟!!!. منقوووووووول

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف15/3/16 6:47 م

      السر كله في الجملة الاولى ...........نبا عظيم
      جميل هذاالحديث القدسي
      سلمت يمينك

      الصديق الحكيم

      حذف
  16. غير معرف15/3/16 6:26 م

    السلام عليكم أخي خالد
    أردت أن أشكرك على الموضوع الجديد وصراحة على المجهود الذي تبذله في الكتابة
    في الحقيقة كلمة الاعتراف لن تلفت نظري من قبل أثناء تدبر القران
    وأول مرة .......ألفت نظري إلى كلمة .......اعترفوا
    رغم كان أول تمرين بخصوص الدعاء للقوارير في الجروب
    هو ............الاعتراف في السجود
    والأمر لم يكن إجتهاد ميني
    بل حديث نبوي
    من كانت له حاجة إلى الله .......يسجد لله سجدتين
    في كل سجدة .....يقول ...الاعتراف المشهور لسيدنا يونس عليه السلام
    وبعد ذلك .........يطلب حاجته من الله
    يعني التمرين كان يبتدي ......بالاعتراف أولاً
    ولكن ركزنا على سجدة واحدة..........
    لا إله إلا أنت سبحانك إني
    كنت من الظالمين
    الخير كثير في ألسنة ......ولكن التطبيق شبه منعدم
    وأردت أن أشجع على التطبيق والفعل......وليس الكلام
    الكلام ......هناك علماء في الانترنيت أحسن ميني بمليون مرة
    والكن أنا اركز على التطبيق والبساطة وطهارة القلب
    و لا تعنيني كلمة شيخ أو عالم أو فقيه أو أزهري
    هذا لقب أهل الدنيا ......كن على يقين أخي المسلم من الانس والجن
    يوم القيامة ......لن يقال لك ......يا شيخ فلان .....بل فلان فقط
    من كمال الزهد ...........ازهد في اللقب
    يا أخي خالد.....جزاك الله خيراً على عملك في الدعوة والبيان والتوضيح
    وجعله خالصاً إن شاء الله
    تكلمت عن الدعاء.......في الحقيقة فهمت ولم أفهم في نفس الوقت
    تكلمت عن تجربتك
    وقلت كنت تدعو في سجودك وتطلب من الله دايماً وهذه أنانية نفسية
    الدعاء ليس فقط لطلب من الله حاجة دنيوية أو أخروية
    عندما نسجد
    ندعو لاموات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
    ندعو للمرضى ......و هذا ما تفعله القوارير في الجروب على حسب ما قالته لي الاخت قطر
    ندعو للمرابطين في القدس
    ندعو للتبات على ألحق والدين و الطاعة
    ندعو للنجاة من الفتن
    ندعو للنجاة من عذاب القبر
    ندعو مع الوالدين ....اللهم أرحم والدي كما رباني صغيراً .....تعليم قراني لنا
    و هذا كله ليس أنانية نفسيية إن شاء الله
    أنا أعرف....أنك تكلمت من زاوية ضيقة للدعاء.....و كنت صريح .....قلت عندما كنت صغير
    يعني نفسك كانت متعلقة باشياء تكتسبها حينها في ذلك الوقت ....
    وأنا ما زلت حتى هذه اللحظة....اعترف ما زلت أكثر أناني .......... ادعو فقط للحصول على أشياء
    و لكن كما الفتنا إلى كلمة .....الاعتراف .........جزاك الله كل خير
    أنا أقول ........الاعتراف هو دعاء......الاستغفار هو دعاء
    حتى الشفاعة الكبرى ...عبارة عن سجود ودعاء....حيث يعتذر جميع الأنبياء
    وسيدنا محمد عليه الصلات والسلام يقول ....أنا لها ..أنا لها .....ويسجد نحت العرش
    ويقول له ألحق .....أرفع راسك ....اشفع تشفع
    اللهم تبتنا على دينك
    بارك الله في أخي خالد على الموضوع مرة أخرى
    ونفع الله بك
    الصديق الحكيم

    ردحذف
    الردود
    1. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاته..

      سبحانك ربي ما أعظمك !

      اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

      جزاك الله خيرا

      وبارك الله فيك

      حذف
    2. أخونا لخضر .. ماشاء الله عنك ..
      كالغيث أينما حل نفع ..
      وجميل أن ربطت بين الاعتراف والدعاء ..

      ولك منا أهل الجروب كل تقدير واحترام ..
      ومن هنا أبلغ أخواتي الغائبات أننا ما زلنا على العهد القلبي
      وأن يضفن الدعاء للمرابطين والمرابطات في بيت المقدس

      وأسأل الله أن يتقبل مسعاك اخي الخضر
      ويوفق الجميع لما يحبه ويرضاه
      آمين يارب العالمين

      حذف
    3. تنبيه هاااام ..
      نظرا لما لاقيته من عتاب بعض الأخوات لرغبتهن فى الإنضمام لجروب المدونة و لم يتم ذلك .. أقول لكن أخواتى فى الله أن جروب المدونة تم إلغائه .. أما الجروب الذى تتكلم عنه الأخت قطر الندى هو جروب خاص لإحدى الأخوات بديلا عن جروب المدونة وليس له علاقة بالمدونة بتاتا .. هذا للعلم .. و تحياتى للجميع ..
      هاله ( أمة الله ).

      حذف
  17. بسم الله .. ماشاء الله استاذنا الفاضل ..
    موضوع جميل .. جميل جدا ..
    فهذا مراد الله منا .. وهو الغني عن العالمين ..
    فالمتأمل يجد أن الاعتراف بالذنب ليس إلا اعتراف بالله .. فهو يريد أن نكون له وحده .. نرجع إليه .. الله يريدنا أن نحتاجه .. ولو بحثت مهما بحثت عن شيء يكسر النفس ويخضعها لباريها ويحوجها إليه سبحانه فلن تجد مثل الوقوع بالذنب .. وكأنه نقطة تحول .. نقطة انطلاق .. فبالإعتراف يكون الفتح لكل ملمة او انغلاق .. والشواهد على ذلك كثير .. فمن وقع خضع .. ومن خضع خشع .. ولا سبيل للخشوع إلا بتجرع مرارة الاعتراف .. والتمرغ من ألم الإسراف مما نهيت عنه بالانصراف .. فذق .... وتذوق .... واعترف تغترف .. وبين الاعتراف والاغتراف تكمن الأسرار !!

    فلو تساءل أحد ما علاقة الاعتراف بالقبول والفتح وكرامة الاغتراف ؟! .. فالأمر بسيط ويرجع إلى المفهوم العام للاعتراف وهو الإقرار بالضعف والعجز مع الخضوع والتذلل والانكسار لله وحده .. والذي لا يخلو منه الدعاء الذي هو مخ العبادة ؛ لبها وأساسها .. والذي تقر فيه بتوحيد الألوهية والربوبية .. ويعد أعلى وأفضل القربات وأجل مظاهر العبودية لله .. والذي قال فيه سبحانه : " ادعوني أستجب لكم " " أجيب دعوة الداع إذا دعان " .. ومن أصدق من الله قيلا !!

    هذا .. والله أعلم
    فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
    وإن أصبت فمن الله وحده فله الحمد وله الشكر

    تحياتي اخي الكريم خالد
    أدخلكم الله الجنة من غير حساب ولا عتاب ولا سابقة عذاب .. ولجميع أهل المدونة الأوفياء بالمثل .. آمين يارب العالمين ..

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف15/3/16 8:31 م

      أحسنت البيان يا قطر الزمان ..هههه
      ونفع بك كل إنس وجان
      كلام جميل وفيه ماشاء الله ري للعطشان
      الصديق الحكيم

      حذف
  18. لا تكذب على نفسك اذا اكتشفت بها عيب
    ساعدها دربها على التحسين ،،

    و تقبل فكره ان لكل الناس عيوب
    لكن انجحنا من يجيد التعامل مع عيوب الاخرين

    Marwa aly

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف15/3/16 9:21 م

      الاخت مروة .....كيف حالك؟
      كلام مفيد ...ما شاء الله
      تاملته ...و.وجدت أحسن طريقة تتعامل معها بخصوص عيوبك
      هي ...أن تعتني بها وتصلحها
      أما بالنسبة لاخرين ......هو أن تعتبر بها فقط
      كيف ذلك ؟
      تماماً كما أجاب سيدنا لقمان الحكيم مرة
      سالوه ......مما تعلمت الحكمة يا لقمان ؟؟؟
      قال من الجهلاء
      قالوا ....كيف ذلك ؟
      قال ....كلما رايت منهم عيباً ......إجتنبته
      الصديق الحكيم

      حذف
    2. حياك الله اخى لخضر ..
      بخير الحمد لله ..عساك بخير اخى .

      نفعنا لله بك و ذادك و بصيره

      Marwa aly

      حذف
  19. بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك اخي خالد ووفقك لما يحب ويرضى
    وسدد الله خطاك
    وانار بصيرتك ودربك
    ننتظر جديدك دوما

    ردحذف
  20. غير معرف16/3/16 4:20 م




    من أعظم أسباب ضيق الصدر:
    الإعراض عن الله تعالى
    وتعلق القلب بغيره
    والغفلة عن ذكره ومحبة سواه...

    زاد المعاد

    ردحذف
  21. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أقرأ هذه المدونة منذ أكثر من سنة لكني لم أشارك بأي تعليق و أعتذر بشدة للكلام الذي سوف أكتبه فمن بعد الله ليس لي أحد غير هذه المدونة و أعضائها...فبين سطور هذه المدونة من مواضيع و تعاليق أعلنت توبتي فكل المعاصي التي سأذكرها أعلنت توبتي عنها بعد قراءة موضوع أو تعليق و عاهدت الله أني لن أعود الى تلك المعاصي أمام كلمات هذه المدونة ...أحبكم في الله
    سيدي لقد تفننت في ارتكاب المعاصي و الكبائر فلم أترك ذنبا أو معصية الا و ارتكبتها بل و كنت أفعل المستحيل لكي أوفق لارتكابهم و أتحسر بشدة ان لم أوفق لاتيان الذنوب و المعاصي تركت الصلاة أكلت رمضان و لم أحترم حرمته شربت الخمر تعاطيت لأغلب أنواع المخدرات زنيت كذبت سرقت خنت الامانة أخذت أموال الناس بالباطل كنت متبرجة شبه عارية ظننت السوء بالناس و تكلمت عنهم بالسوء شجعت الناس على ارتكاب المعصية جرحت أمي بكلامي و لم أحترم مشاعرها...أشركت بالله و تطاولت مرة على الذات الالاهية بالسب و كنت أحمل الله المسؤولية على كل ما يصيبني من مشاكل و مصائب...لقد تبت الى الله و ندمت على ما اقترفت...أتذكر ذنوبي و أبكي بحرقة شديدة و أردد ان الله غفور رحيم...اعتزلت كل شئ و تركت المال الحرام و تركت العيش الرغيد لانه من مال الحرام...عدت لأعيش مع والدتي و أحاول أن اصلح ما أفسدته..لكني كلما تذكرت أني تطاولت على الله أشعر ببركان من الغضب أشعر بنار تتلتهمني من داخلي و أشعر أني لو عبدت الله ليلا نهارا لن أكفر عن هذا الذنب...أقف مندهشة من رحمة الله سترني و هداني بالرغم من كل ما اقترفت
    سيدي و اخواني و اخواتي في الله هل الله قبل توبتي و قبلني...وختاما ادعولي بالمغفرة و الهداية

    ردحذف
    الردود

    1. أختي الفاضلة .. المهاجرة إلى الله ..
      ثبتك الله على هجرتك .. وامدك بمدد لا ينقطع ولا ينفد .. بل يزيد بمزيد الحب لله دائما أبدا .. آمين ..

      اهتز بداخلي صدق رسالتك .. ولا أدري هل هو لشجاعتك أم لتوبتك أو لصدق كلامك أم لاحترامك لكل أعضاء المدونة ..!!

      أختي الفاضلة : ليس الشأن أن نقبلك بيننا ..
      ولكن الشرف لنا أن تقبلينا أخوة لك .. فهذه كرامة لنا ..

      أختىي الفاضلة : أنتي من النفوس التي نطلبها ونحتويها ونقبلها ..
      لأنها نفوس في ظاهرها مخطئة ولكن في باطنها مُحبة ..
      لأنك نفس صادقة ..
      فأنت فوق العين والرأس ..
      لننا لا نلتفت إلى المعصية .. ولكننا نهتم بالقلوب ..
      فإن صدقت القلوب .. فقد حق لها علينا أن نخضع لها بالمساعدة

      فكلنا يعصي ولكن مَن منا يتوب ؟!!

      * بخصوص سؤالك سأخبرك بأية وحديثين :

      1- عشان أطمنك : سأخبرك بآية رائعة ومعها كرامة عالية للعصاة التائبين .. وهي ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{135} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{136}) آل عمران .

      2- عشان أطمنك أن محبة الله بتكون موجودة في القلوب بالرغم من ارتكاب الكبائر ..
      اقرئي هذا الحديث : وكيف لعنه بعض الناس .. ولكن رسول الله أثبت له مقام المحبة لله ورسوله .:
      ففي البخاري عن عمر بن الخطاب ( أن رجلًا على عهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان اسمُه عبدَ اللهِ، وكان يُضحِكُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ جلَدَه في الشَّرابِ، فأُتيَ بهِ يومًا فأمَرَ بِهِ فجُلِدَ، فقال رجلٌ مِنَ القَومِ : اللَّهُمَّ العَنْهُ، ما أكثَرَ ما يُؤتَى بهِ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لا تَلْعَنُوه، فواللهِ ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه ) .

      3- وعشان أطمنك : اقرئي هذا الحديث وتوقفي عند كلمة (أذنبت) .. ثم توقفي كثيرا أمام آخر ثلاث كلمات في الحديث :

      * ففي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ( إنَّ عبدًا أصاب ذنبًا ، وربما قال : أذنب ذنبًا ، فقال : ربِّ أذنبتُ ، وربما قال : أصبتُ ، فاغفِرْ لي ، فقال ربُّه : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثم مكث ما شاء اللهُ ثم أصاب ذنبًا ، أو أذنب ذنبًا ، فقال : ربِّ أذنبتُ - أو أصبتُ - آخر فاغفِرْه ؟ فقال : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثم مكث ما شاء اللهُ ، ثم أذنب ذنبًا ، وربما قال : أصاب ذنبًا ، قال : قال : ربِّ أصبتُ - أو قال : أذنبتُ - آخرَ فاغفِرْه لي ، فقال : أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذُ به ؟ غفرتُ لعبدي ، ثلاثًا ، فليعملْ ما شاء) ..
      )

      * ولا أطيل عليكي ..
      يسعدنا مشاركتك لنا وتعليقك معنا ..
      ودائما نكون متواجدين كل أعضاء المدونة في آخر موضوع على المدونة يتم رفعه ..
      نتشارك التعليقات ونساعد بعضنا البعض ..

      * واعلمي : إذا كنتي أخطئتي .. فكلنا مخطئين ..
      وطالما أنتي توبتي : فاعلمي أن فيكي خير كبير بدليل كلام النبي ( خير الخطائين التوابون) ..

      ختاما : أخبرك بشيء تعلمته من العارفين وهو أن :
      مَن سبقت له العناية فلا تحجبه الجناية ..
      لأنه وجبت له الهداية ووجبت له الولاية ..

      * نسعد بأن نكون أخوة لك .. فهذا شرف لنا ..
      ومصارحتك لنا لها كل احترام وتقدير .

      * وفي انتظار مشاركتك لنا وتعليقك معنا ..
      دائما على آخر موضوع يتم رفعه على المدونة ..

      تحياتي لك ..

      حذف
    2. أختى الفاضلة / مهاجرة الى الله

      تأثرت بقصتك جدا .. لامست اخلاص نيتك .. فعند قرآتى لكلامك ..سمعت صوتك ، و رأيت دموعك تذرف مع الكلمات ، و شعرت بنبض قلبك يلهب مابين السطور بكلمة (يااااارب) ..
      لقد أعجزتنى كلماتك عن الرد ، و استصغرت مشاعرى بجوار قوة مشاعرك الصادقة ..
      أختى الكريمة .. لا تحرمينا شرف صحبتك .. عسى ان تكونى انت من يأخذ بأيدينا الى الجنة يوم القيامة ..
      و ننتظر مشاركتك لنا التعليقات ..

      مع بالغ تقديرى و احترامى

      تحياتى لك ❤🌷🌷

      حذف
    3. غير معرف27/10/17 3:42 ص

      سبحان الله هذا الموضوع غير مشتركة به ولم أدرى لماذا وصلني اشعار على البريد برد أختي هالة عليه

      أختي المهاجرة / أسأل الله ان يغفر لك وأن يثبتك على توبتك

      أبكاني كلامك وشعرت أن كل الأفكار والمعاني هربت من عقلي

      يقول ابن تيمة : أنين المذنبين أحب إلي الله من زجل المسبحين

      لكن لا تجعلي حدود توبتك عند الندم والتحسر بل حاولى تكوني ايجابية بقدر ما استطاعتى

      كل باب خطوتي إليه انظري ماذا يقابله

      فطرتي رمضان ،، أكثري الصيام
      ضيعتي الصلوات ،، أقيمي الصلاة على وقتها وأكثري بالسنن و القيام
      .... ..... الله ،، أكثري من الثناء عليه باسماء جماله و توسلي إليه باسماء جلاله أن يقبل توبتك وهو كان قادر عليكي ولكن أمهلك حتى تتوبي
      تكلمتي على الناس ،، أكثري من الدعاء لهم وهكذا

      أختي علامة قبول التوبة أن يطلبك كل ما توبتي منه بإلحاح وتجدي نفسك ترفضي أن تعودي اليه ولو كان على رقبتك

      ستكثر المغريات من حولك وستدعوكي الحاجة للرجوع أثبتي أثبتي أثبتي

      الثبات علامة القبول

      اسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته وهو الغني عنا

      حذف
    4. اختنا الغالية على الله
      هنيئا لك بفرح الله بك
      فقد صح عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الامين : ((لَلّهُ أشدُّ فْرَحا بتوبةِ عبده - حين يَتُوبُ إليه - من أحدِكم كان على راحلته بأرضٍ فلاةٍ فَانْفَلَتتْ -غابت عنه- وعليها طعامُه وشرابهُ فَأَيسَ منها ، فأتَى شَجرة فاضطَجَع في ظِلِّها قد أيسَ من راحلته - أيقن بالهلاك - فبينا هو كذلك ، إذا هو بها قائمةٌ عنده ، فأخذ بخِطامِها ثم قال من شِدَّة الفرح : اللهم أنت عَبْدي وأنا ربكَ - أخطأ من شدة الفرح - ))

      فلا تضيعي لذة تلك الفرحة بوهم ( عدم القبول والحرمان وعظم المعصية و .. و .. ) فكلها من الشيطان ليشكك وينغص عليك حالك .. ويحرمك من حلاوة ونشوة " لله أشد فرحا .. لله أشد فرحا .. لله أشد فرحا ... " ردديها . وارقصي بها هههههه .. ويقولوا اللي يقولوه .. بمعنى عيشي اللحظة .. وعلى قدر حسن ظنك بالله ودوام ملاحظة كرمه معك ورحمته بك ؛ فسيزيد العطاء والامداد .. فما بعد الاعتراف الا الارتقاء .. إذن عرفتي ؛ فاغرفي ولا تنسينا ههههه

      عدا عن ذلك فاي كلام غير ما جاء في الآيات الكريمة التي كتبها استاذنا خالد ( والذي عبر عن مشاعري ) ..فهو والعياذ بالله سوء ظن بالله وعدم تصديق بما جاء به في القرآن من وعود وجزاء للمستغفرين والتائبين ..

      فافرحي بفرح الله بك واهنئي .. وادعو الله ان يبشرك بما يقر عينك ويطمئنك .. ويزيدك من فضله العظيم ..

      حافظي على اثنتين :
      - الحمد والشكر لله
      - والدعاء بالثبات

      فهنيئا لك اختي المهاجرة .. وهنيئا لنا بك .. واهلا وسهلا بك اختا في الله بيننا

      حذف
    5. اختي المهاجرة الى الله :
      لا اجد ما أقوله لك بعد كلام ا.خالد واخواتي ..
      لكن تذكرت قصة لعاصي في قوم سيدنا ، وقد منع الله عنهم المطر بسببه .. تلك قصته منقوله:
      ==============
      يوم انقطع المطر عن بني إسرائيل في عهد نبي الله موسى.
      يوم أن عم الجدب, وعظم الخطب, وأوشك الهلاك أن يعم بالجميع,
      فرفع موسى عليه السلام يديه إلى السماء وهو يدعو ويتضرع لله لتفريج الكرب الذي حل بقومه,
      تضرع سيدنا موسى ودعا ربه –كما يدعو الصالحون في أمتنا اليوم- ولكن الله لم يستجب لدعائه,,
      وهو عليه السلام نبي كريم,,بل من أولي العزم من الرسل
      فتعجب عليه السلام وقال: يا رب عودتني الإجابة.
      فقال تعالى:
      يا موسى إن فيكم رجلا يبارزني بالمعاصي أربعين عاما.. فليخرج حتى أغيثكم.
      فبشؤم معصية فرد واحد حل البلاء بأمة كاملة ,,فحرمت من قطر السماء,,
      وبسبب هذا الفرد أشرفت أمة نبي كريم على الهلاك.
      وفي مثل هذه الحالات لا ينفع للصالحين دعاء,ولا للأنبياء تضرعا!!
      التفت سيدنا موسى إلى قومه قائلا:
      يـا قــوم,,إن فيكم رجلا يبارز الله بالمعاصي,,أربعين عاما,,
      ولن تمطر السماء حتى يخرج هذا العاصي من بيننا.
      وفي وسط القوم كان الرجل,,الذي شعر بجرمه,,
      واستشعر عظم ذنبه ,,لأنه استشعر عظمة من عصى!!
      وحديث النفس الأمارة داخله:
      أنت مذنب نعم, ولكن قد يكون في القوم من أذنب أعظم من ذنبك,
      ومن يعصي ويجاهر,,ومن يبارز بالمعصية,,
      وفيك من الخير والإيمان الكثير,,
      فلا تلم نفسك,,واستر عليها كما يستر الكثير على نفسه.
      لكنه لم ينصت لداء الغفلة
      منذ حوالي 6‏ اشهر

      وناجى ربه مستشعراً المسؤولية,
      يا رب"أنا" "أنا" من عصيتك أربعين عـامـا,
      يا رب "أنا" لو خرجت كانت الفضيحة,,وانكشف أمري بين قومي
      وأن بقيت عم البلاء,,وهلك القوم.
      يا رب: "أني تبت إليك"
      فاسترني يا رب وفرج عنا ما نحن فيه .
      اللهم فرج ما نحن فيه، اللهم فرج ما نحن فيه، اللهم فرج ما نحن فيه.

      وما هي إلا لحظات حتى نزل المطر, وتجدد الأمل, وتبدد الخوف، وزالت الغمة.
      فسأل موسى عليه السلام ربه..
      يارب أمطرتنا بفضلك,,وسقيتنا بجودك و لم يخرج أحد
      فيأتي الجواب من رب الأرباب ومجزي السحاب:
      يا موسى لقد تاب وتبت عليه,, منعت عنكم الغيث بسببه,, وأمطرتكم بسببه.
      ويسأل موسى عليه السلام ربه: ربي أرني أنظر إليه,,ربي أرني ذلك الرجل.
      ذلك التائب الذي عظم ذنبه,,ثم عظمت توبته
      ويأتي الجواب من الرحيم الوهاب:
      يا موسى.. لقد سترته وهو يعصيني؛
      أفلا أستره وقد تــاب وعـــاد إلي؟؟
      ===============

      فلا تيأسي اختي فلعلك افضل عند الله منا ..
      فكم من معجب بعمله .. نائما وقد غضب الله عليه.. متساهلا في ذنوبه .. ويظن أنه خير من غيره ..!!

      الحمد لله ان الله من علينا بصحبتك فهنيئا لنا اختا بهذا القلب معنا .❤❤❤

      حذف
  22. أختى الفاضلة .. من شدة تأثرى بقصتك نسيت اقول لك :( أحبك الذى أحببتنا فيه ) ..
    و اعلمى كذلك انى أحبك فى الله ❤

    ردحذف
  23. اختى فى الله مهاجرة انتى كونت مهاجرة ورجعتى بعد طول غياب حمد الله على سلامتك واعرفى ان الله غفور رحيم ... مر رجل على القبور ...وسال الله للاموات الرحمة والمغفرة ... قال تعالى يا عبدى (كانو يعصونى وهم فوق الارض لالم اكن غفور ورحيم بهم وهم تحتها اعلمى اختى ان رحمة ربنا فوق ما تتصورى (مبروك عليكى توبتك )

    ردحذف
  24. لاحظت كثيرا في قصص التائبين مثل قصة الفضيل بن عياض حين يتوبون يغتسلون فما حكم الغسل هنا ؟

    ردحذف
    الردود
    1. اشارة الى بداية عهد جديد مع الله .. بطهارة ظاهرة وباطنة ..
      وكأنهم كانوا في حال الغفلة وانتقلوا لحال اليقظة ..
      مثل الكافر الذي يؤمن .. يجب ان يغتسل بعد الشهادة .. إشارة إلى تطهيره من ماضية المظلم لدخوله في نور الإسلام .. \
      والله اعلم .

      حذف
  25. الاعتراف بالخطأ أول خطوات النجاح والإصلاح، وأول منازل التواضع وتأديب النفس وتهذيبها، وهو كذلك بداية الشعور بالألم على الخطأ، وأول دافع لتركه وعدم تكراره، وثقافة الاعتراف بالذنب في الإسلام لها معناها المتميز المتفرد، الذي يورث في النفس صفاءً ونقاءً وطهارةً مستمرة، كلما دنسها الذنب والمعصية، كما أنها تعود الشخصية المؤمنة التواضع لخالقها فتكسر الكبر في قلبه، وتعرفه من نفسه الضعف والخلل والخطأ، وأنه بحاجة دومًا لله سبحانه الحي القيوم.

    ردحذف
  26. موضوع اثر في نفسي كثيرا....لدرجة البكاء فكلما اتذكر ذنوبي اخاف ان تكون حاجزا بيني وبين الله و في نفس الوقت اتذكر رحمة الله وفضله علينا...اللهم ارضى عنا وارحمنا ولا تقبض ارواحنا إلا وانت راض عنا

    ردحذف
  27. إعتراف
    لا إعتراف بلا معرفة
    وكل إعتراف هو معرفة مصحوبة بإقرار
    معرفة من أنت ومن هو
    معرفة نفسك ومعرفة ربك
    إن عرفت حجم نفسك عرفت عظم ربك
    إن عرفت سبب وجودك وإعترفت بإستحقاقه عبوديتك
    إن عرفت من أوجدك ولما أوجدك
    إن تعرفت على صفات جماله وجلاله وشهدت و أقررت بوحدانيته وأحديته
    عرفت حجمك ومن تكون وعرفت قدره ومن يكون
    إن ثبتت عندك معرفته أحببته و أطعته و خشيته
    إن ثبتت عندك معرفته أقررت بكل نقص فيك وكل عيب وتقصير منك في حقه وحق خلقه
    إن ثبتت عندك معرفة قدرته فررت منه إليه ،فررت من جلاله لجماله لأنك عرفت أن لا مفر لك منه إلا إليه
    إن ثبتت عندك معرفته أقررت بحاجتك وإحتياجك له في كل نفس
    إن ثبتت عندك معرفته عدت إليه بعد غفلة وإنطرحت بين يديه و أقررت بغلبت نفسك وإتباع شهوتك وغفلتك
    إن ثبت صدق إقرارك جاهدت على إتباع السيئة الحسنة و إنطرحت على باب خدمته
    إن ثبت صدق ندمك إنطرحت على الباب و لزمت الأعتاب
    إن تمت معرفتك بالحق حقا دخلت حضرة الحق
    والله أعلى وأعلم
    عطر الجنة
    -----------------
    جزى الله خيرا صاحب الفضل علينا أستاذنا ووالدنا الفاضل خالد أبو عوف حروفه دوما نور وحبل ممدود

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف