كيفية قراءة القران على الماء ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كيفية قراءة القرآن على الماء

كثير من المعالجين أو عموم الناس يتبع طريقة خاطئة (دون قصد) .. وقد تكون هذه الطريقة مؤذية في بعض الأحيان .. ألا وهي القرآنة على الماء مع تقريب الفم للماء .. وهذا أمر خطير جدا .. فضلا عن أنه مثير للقرف لدى البعض .

* فقد يكون الشخص الذي يقرأ القرآن على الماء .. مصابا بفيرس مُعدِي .. أو أي مرض عضوي ينتقل عن طريق الريق أو رذاذ الماء الذي ينتج عن القراءة ..

 * فضلا عن أن بعض الناس يتفلون وينفخون بعد القرآءة .. ويقولون هذه هي السنة .. وهذا كذب على السنة ..!!

لماذا ؟

لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينفث على المريض بالرقية .. وليس ينفث على الماء ويسقيه للمريض ..!!

فمن أين جاؤوا بأن النبي قرأ قرآن أو رقية على الماء وسقاه للمريض !! .. ومن قال أن هذا فعل النبي ..؟!!

فهذا يسمى كذب على الرسول ..!!

فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ على الماء أو قال لأحد اقرأ على الماء واشرب منه .. !!

* ولكن أن تقول أن هذا اجتهادك الخاص .. وليس فعل النبي .. فهذا شيء آخر ..

ولكن لا تكذب على الرسول وتقول أن الرسول فعل ذلك ..!!

بل ولا تنقل كلامك هذا على الناس بأن الرسول فعل ذلك .. فتكون كذبت على الرسول وعلى المسلمين .. وقمت بتضليل المسلمين ..!!

************************

..:: عموما إليك طريقة كيفية القراءة على الماء ::..

* وهذه طريقة اجتهادية مني : 

والطريقة هي : أن تمسك زجاجة الماء (زجاج أو بلاستيك أو فخار ....) بيدك اليمنى أو بكلتا يديك .. ولا تقرب فمك للماء .. والأفضل أن تكون الزجاجة مغلقة حتى لا ينتقل زذاذ أو ريق فمك إلى الماء .. ولو كان كوب ماء أو زجاجة بدون غطاء فابعد فمك عن الماء .. حتى لا ينتقل عدوى أو مرض يكون في فمك .. إلى غيرك .. إلا إن كنت تقرأها لنفسك فأنت حر في نفسك ..!!

***************************

..:: التنفس في الماء والنفخ فيه منهي عنه شرعا ::..

* تنبيه وتذكير :

بأن النفخ والتنفس في الماء منهي عنه شرعا من باب الأدب وليس من باب التحريم ..

* وإليك دليل النهي عن النفخ والتنفس في إناء يشرب من الآخرين (حتى ولو لم تكن مصاب بشيء .. ) ..

* عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن النبي صل الله عليه وسلم نهى أن يُتَنَفَّسَ في الإناءِ ، ويُنفَخَ فيهِ ). رواه أبو داود وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في الترغيب (2117) .

 * ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه : ( أن رسول الله صل الله عليه وسلم نهى أن يشربَ الرجلُ مِنْ فِي السقاءِ ، وأن يَتَنَفَّسَ في الإناءِ ) صحيح الترغيب 2/494 

* يقول الإمام الخطابي : ( نهيه عن التنفس في الإناء .. نهي أدب .. وذلك أنه إذا فعل ذلك لم يأمن أن يبرز من فيه الريق .. فيخالط الماء فيعافه الشارب .. وربما تَروَّح بنكهةِ المُتَنَفِّس إذا كانت فاسدة .. والماء للطفه ورقة طبعه تسرع إليه الروائح . ) .

الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ج2 ص199

قلت (صاحب الموضوع) : معنى قوله (تروح بنكهة المتنفس) : أي تغير الماء برائحة فم المتنفس الفاسدة ..

* قال الإمام النووي : ( قوله صلى الله عليه وسلم (ولا يتنفس في الإناء) .. معناه لا يَتَنَفَّس في نفْسِ الإناء ، وأما التَّنَفُّس في الإناء هو من طريق الأدب .. مخافة من تقذيره ونتنه .. وسقوط شيء من الفم والأنف فيه .. ونحو ذلك .. والله أعلم .) .

شرح الإمام النووي على مسلم ج3 ص160

* اما عن حديث التنفس في الشراب .. ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا )

قال الإمام السيوطي .. أنه كان يتنفس في أثناء شربه من الإناء .

شرح السيوطي على مسلم ج5 ص75

* قلت (صاحب الموضوع) : أي كان يشرب على ثلاث مرات .. فيشرب مرة ثم يتنفس خارج الإناء .. ثم يكمل الشرب .. وهكذا ثلاث مرات .. فلا تعارض بين الأحاديث .

- ودليل ذلك ما جاء عن أبي هريرة أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يَتَنَفَّسْ أَحَدُكُمْ فِي الْإِنَاءِ إِذَا كَانَ يَشْرَبُ مِنْهُ وَلَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَنَفَّسَ فَلْيُؤَخِّرْهُ عَنْهُ .. ثُمَّ يَتَنَفَّسُ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. ووافقه الذهبي.

- وقوله (فليؤخره عنه): أي يبعده عن فمه ثم يتنفس ثم يعاود الشرب مرة أخرى.

#####################

الهمة والعزيمة القلبية وبركة الدعاء والقرآن 

* انتبه : الهمة القلبية إذا ظهرت مع الدعاء وقراءة القرآن يكون لها بركة تأثير .. فتؤثر في الأشياء بمجرد القراءة وجسب مراد الله في ذلك .. فيكفي أن تمسك الزجاجة بيديك وتقرأ عليها .. ولا حاجة لوضع فمك قريب من الماء .. فذلك منهي عنه !!

* ودليل ذلك هو قول النبي .. وفعله ..

فأما قوله :

فعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - : أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعا يجده في جسده ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر " قال : ففعلت . فأذهب الله ما كان بي . رواه مسلم .

وأما فعله :

فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول " اللهم رب الناس أذهب الباس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما" )

* والأصل هو الدعاء للمصاب والمريض ..

ففي الحديث (فعن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : " من عاد مريضا لم يحضر أجله ، فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض )

ولو استطعت أن تنفع مريضا بمسح يدك مع الدعاء أو ترقيه أو تناوله دواء أو تساعده في شيء فافعل لقول النبي ( من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ) .

* فالأصل هو الدعاء أو المسح باليد مع الدعاء أو استخدام الماديات مع الدعاء والمسح باليد .. كما أوضحت لك سابقا ..

* ولكن لا تجعل اجتهادك الشخصي (القراءة على الماء بوضع ريقك ونفثك في هذا الماء) .. وتقول هو فعل نبوي وفتكذب على النبي وتقول أن هذا فعل النبي ..!!

يقول النبي ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .

* فلا يزعم أحد بعد ما سبق .. أن النبي كان يقرأ وينفث على الماء أثناء العلاجات .. بل صلى الله عليه وسلم كان ينفث على يديه الشريفة ويمسح بها .. بل وقد نهى عن التنفس في الماء والنفخ فيه .. كما أوضحنا سابقا .. !!

ومن يزعم خلاف ما ذكرت .. فيأت بالدليل .. من الكتاب والسنة ..!!

* ومن يزعم أن النبي قد قرأء على الماء واستدل برقية العقرب .. فهو مخطأ تماما ..

فهذا نص الحديث : (عن علي، قال: لدغتْ النبيَّ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- عقرب وهو يُصلِّي، فقال: " لعنَ اللهُ العقرب، لا تدعُ مُصلِّيًا ولا غيرَه "، ثم دعا بماءٍ ومِلح ، وجعل يمسحُ عليها .. ويقرأ بـ { قُل يا أيُّها الكافِرون } ، و { قُل أعوذُ بربِّ الفلق } ، و { قُل أعوذ بربِّ النَّاس }.

وفي رواية أخرى : ( ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَجَعَلَهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّهُ عَلَى إِصْبَعِهِ حَيْثُ لَدَغَتْهُ، وَيَمْسَحُهَا وَيُعَوِّذُهَا بِالمُعَوِّذَتَيْنِ )

* فالحديث واضح جدا .. أنه استخدم الماء والملح في المسح على مكان لدغة العقرب .. وأثناء المسح كان يقرأ كلام الله .. أي جمع بين العلاج المادي والروحي .. من باب التعوذ بكلمات الله .. 

وكلام الحديث واضح وصريح .. أنه مع المسح كان يقرأ كلام الله ..
ولم يقرأ على الماء بل كان يعوذ على مكان الألم بلفظ (يعوذها بالمعوذتين) وبلفظ (وجعل يمسحُ عليها) .. أي مكان الألم .. وليس الماء ..!!
وإلا فلماذا لم يقرأ من البداية على الماء وهو يضع فيه الملح ثم يمسح بعد ذلك ..؟!!

وإلا لو كان ما قاله البعض ان النبي كان يقرأ على الماء .. لكان من باب أولى أن يقال أن النبي كان يقرأ على يده التي يمسح بها وهو يمسح بالماء والملح ..!! ..

فالقراءة كان أثناء المسح .. حتى يعلمنا النبي أن ماديات الحياة لها تأثير .. وتزداد التأثير ببركة التعوذ بكلام الله .. 

* فصلى الله عليه وسلم لم يقرأ على الماء والملح .. ثم مسح بهما .. لا .. لم يحدث ..

بل أثناء المسح بالماء والملح .. كان يتوسل إلى الله ويتعوذ بكلامه ..!!

* الخلاصة أن النبي لم يقرأ قرآن على الماء .. ولكن أثناء مسحه للماء ..
وكذلك النبي لم يقرأ قرآن أو رقية بأن قام بتقريب فمه للماء وقرأ عليه ..
وكذلك النبي لم يأمر أحد بأن يقرأ قرآن أو رقية على الماء ويعالج به نفسه ..
وكذلك النبي لم ينهى أحد عن هذا الفعل .. وهو قراءة الرقية على الماء  .. فيبقى الأمر على الإباحة .. إي إباحة هذا الفعل .. 

* ولكن لا تقل أن هذا فعل النبي .. حتى لا تكون كذبت على النبي صلى الله عليه وسلم ..

والله أعلم .

**********************

:: سؤال ::

 البعض قال دليل إباحة القراءة على الماء هو : 

1- جاء عَنْ عَائِشَةَ ( أَنَّهَا كَانَتْ لا تَرَى بَأْسًا أَنْ يُعَوَّذَ فِي المَاءِ، ثُمَّ يُصَبَّ عَلَى المَرِيضِ) . مصنف ابن أبي شيبة:7/387

2- وقالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): 

(قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَة مُهَنَّا ..

فِي الرَّجُلِ يَكْتُبُ القُرْآنَ فِي إنَاءٍ ثُمَّ يَسْقِيهِ لِلْمَرِيضِ، قَالَ: لا بَأْسَ.

قَالَ مُهَنَّا: قُلْتُ لَهُ: فَيَغْتَسِلُ بِهِ؟

قَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيْءٍ.

قَالَ الخَلَّالُ: إنَّمَا كُرِهَ الغُسْلُ بِهِ لأَنَّ العَادَةَ أَنَّ مَاءَ الغُسْلِ يَجْرِي فِي البَلالِيعِ وَالحُشُوشِ؛ فَوَجَبَ أَنْ يُنَزَّهَ مَاءُ القُرْآنِ مِنْ ذَلِكَ، وَلا يُكْرَهُ شُرْبُهُ لِمَا فِيهِ مِنَ الاسْتِشْفَاءِ.

وَقَالَ صَالِحٌ: رُبَّمَا اعْتَلَلْتُ فَيَأْخُذُ أَبِي قَدَحًا فِيهِ مَاءٌ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ لِي: اشْرَبْ مِنْهُ، وَاغْسِلْ وَجْهَكَ وَيَدَيْكَ.

وَنَقَلَ عَبْدُ اللهِ أَنَّهُ رَأَى أَبَاهُ يُعَوِّذُ فِي المَاءِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ وَيَشْرَبُهُ وَيَصُبُّ عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَرَأَيْتُهُ قَدْ أَخَذَ قَصْعَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَلَهَا فِي جُبِّ المَاءِ ثُمَّ شَرِبَ فِيهَا، وَرَأَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَشْرَبُ مَاءَ زَمْزَمَ فَيَسْتَشْفِي بِهِ وَيَمْسَحُ بِهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ.

وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: إنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ كَانَ يُؤْتَى بِالكُوزِ وَنَحْنُ بِالمَسْجِدِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ وَيُعَوِّذُ). [الآداب الشرعية:3/]

* قلت (خالد أبوعوف) :

أولا : رأي السيدة عائشة (في حالة صحة الخبر!!) .. وقول الإمام أحمد وفعله .. ليسا بحجة شرعية يستوجب إباحة هذا الفعل .. وإنما هو دليل إرشادي لإباحة الفعل .. !!
- فضلا عن أن حديث السيدة عائشة هو حديث ضعيف لأنه حديث منقطع ..!!

ثانيا : مما يدل على أن النبي لم يفعل ولم يقل ولم يقر بذلك .. هو أن السيدة عائشة قالت: ( لا أرى بأس ) .. يعني لا يوجد أثر وحي عندها يمنع ذلك ولم تعرف نهي عن النبي في المسألة .. ولذلك اجتهدت برأيها .. فقالت (لا أرى بأس ) والإمام أحمد قال (لا بأس) .. أي لا مانع من فعل ذلك .. وكلاهما أصاب في اجتهاده .. لأن الأصل في الأشياء الإباحة .. ما لم يكن هناك نص يحرم ذلك .. 
فهذه آراء اجتهادية لعدم وجود نص قرآني أو نبوي يحكم في المسألة .. 

ثالثا : البعض قال أني أنكرت قراءة الرقية أو القرآن على الماء ..!! فأين قلت بهذا الكلام .. ؟!!

وإنما أنكرت من نسب ذلك للنبي وقال أن النبي قرأ قرآن أو رقية على الماء أو فعل أو أقر أحد على ذلك ..!! فمن أين جاء بذلك الوهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

فإنكاري على من نسب الشيء للنبي صلى الله عليه وسلم ..  في حين النبي لم يفعل ذلك ..!! .. وليس إنكاري على قراءة القرآن أو الدعوات على الماء .. فانتبه لكلامي .

* وأكره أيضا التنفس بتقريب الفم متنفسا في الماء أو النفخ في الماء أثناء القراءة أو بعد القراءة على الماء .. أو حتى بدون رقية على الماء أصلا .. لوجود النهي النبوي بذلك .. (عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن النبي صل الله عليه وسلم نهى أن يُتَنَفَّسَ في الإناءِ ، ويُنفَخَ فيهِ ) ..

والله أعلم بحقائق كتابه وسنة نبيه ..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .

****************************

وللتوسع أكثر ارجع إلى هذا الموضوع لمعرفة سر الماء وفائدته الرحانية .. من هذا الرابط (اضغط هنا)

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات في الإسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع المدونة إلا بإذن من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي . ولا يحق لأحد النسخ أو الطباعة إلا بإذن من صاحب المدونة الأستاذ / خالد أبوعوف .