زمن أولياء الجن - رسالة في شبهات الرقاة والروحانيين خدَّام الجن - كيف يستمتع الإنس بالجن ؟ كيف يستمتع الجن بالإنس ؟ يلجئون للجن مُعيذا لهم - النفس بين الشهوة والشهرة - أين كان الجن النوراني وقت أن سحر اليهود الرسول ؟ ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

:: الجزء الأول ::

( زمن أولياء الجن )

رسالة في شبهات الرقاة والروحانيين خدَّام الجن

( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً )

كاذبون – خادمون – كلاب – نفوس سوداء

كيف يستمتع الإنس بالجن ؟

كيف يستمتع الجن بالإنس ؟

النفس بين الشهوة والشهرة ؟

أين كان الجن النوراني وقت أن سحر اليهود الرسول ؟

 

* فهرس الموضوع :

1- كاذب – خادم – كلب – نفوس سوداء ؟

2- يريدون الجن نصيرا ومعيذا لهم من خدام الأسحار ؟

3- لماذا يستبيحون ويحتاجون أن يكونوا خَدَمَا تحت أقدام الجن متوسلين لهم ؟

4- انتبه للعلاقة بين الإنس والجن  فقد تكون طالب أو مطلوب ؟

5- هل المساعدة عن طريق الجن هي مطلب شرعي ..؟

6- قل صدق الله فيما اخبرنا في كتابه العزيز ؟

7- استمتاع الجن بالإنس واستمتاع الإنس بالجن ؟

8-  دائرة الاستمتاع أكبر مما ذكره بعض المفسرين ؟

9- لماذا يتلاعب الروحانيين والرقاة الفاسدين بالناس ؟

10- الشيطان يسلط  قرناء السوء من الإنس على الناس ؟

11- كلام رائع للشيخ الشعراوي رحمه الله ؟

12- النفس بين الشهوة والشهرة ؟

13- الجن المؤمن مستحيل أن يجعلك تخدمه ولا يخدمك ؟

14- أين كان الجن النوراني وقت أن سحر اليهود الرسول ؟

 **********************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . هذا موضوع أحببت رفعه لقطع رقاب المضللين من الرقاة المنحرفين والروحانيين الضالين المضلين .. وجماعة الناس التابعين لهؤلاء .. ممن يطلبون الجن ليكونوا خَدَمَا أذلاء للجن .. تحت مزاعم نفسية رخيصة .. !!

* بالنسبة للرقاة والروحانيين : يطلبون الجن لمساعدتهم في العلاجات ..!!

وبالنسبة لعموم المصابين روحانيا : يطلبون الجن للدفاع عن انفسهم ضد قوى الشر الروحانية ..

ثم الجميع يتزين برغبة نفسية ليخدع نفسه ويبرر فعلته القبيحة وهي .. الرغبة في الدفاع عن المسلمين بعالم الجن النوراني ضد قوى الشر الظلمانية ..!!

* والحقيقة أن من يسعى لطلب الجن .. فهو ذو نفس أمارة بالسوء .. موحولة بالذنوب .. غافلة عن الله .. تريد أن تستعلى على عقلك بالشبهات .. حتى طمست النور في قلبك عن إدراك حقائق ما تفعل .. !!

سأحاول أن أوضح لك حقيقة فعلك المنحرف عن طريق الحق .. وأدحض لك شبهاتك النفسية الخادعة .. لعلك قد تفيق من غفلتك وتنهض من كبوتك وتعود إلى رشدك ولعبادة مولاك .. !!

* في هذا الموضوع سأجيب على شبهات النفس التي يروجونها خدَّام الجن .. في استباحة طلب الجن .. ويدلسون كلامهم بآيات أو أحاديث .. !!

* فالإجابة على الشبهات لأسباب :

1- قد سببت فتنة بين كثير من المسلمين .. حتى اعتقد البعض أن الإستعاذة بالجن هي مطلب شرعي وأمر مباح فعله ..!!

2- تنبيه جماعة الغافلين الطالبين لخدمة الجن وكشف حقيقة فعلهم المنحرف عن الحق .. عسى أن يعودوا ..!!

3- حتى يعلم المؤمنون أن كتاب الله عزيز ولا ينفعل إلا مع الصادقين ..!!

4- وحتى تطمئن قلوب المؤمنين أن العلاقة مع هذا العالم لا تؤتي إلا بالإنحراف عن طريق الله .. فلا يبحثون عن هذا العالم بل يثبتون على علاقتهم بمولاهم !!

5- وحتى تكون وسيلة علمية للصادقين في الدفاع عن دينهم المبين ضد هؤلاء المنحرفين .. من الرقاة والروحانيين أولياء الجن ..

فمن أجل هؤلاء أهدي إليهم العلم الذي يقفون به في وجوه المنحرفين ..

* تنبيه : ومن يريد بعد ذلك الإستمرار على أوهامه وأكاذيبه .. فلا أريدهم هنا في المدونة طالما أرادوا أن يكونوا كلابا وعبيدا في خدمة الجن ...

* فمن يبحث عن خدمة الجن .. فلا يصاحبنا .. ولا يصادقنا .. ولا يراسلنا .. وليرحل إلى عالم الجن الذي ارتضاه نصيرا له ومُعيذا له من دون الله  ..

نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

***********************************

..:: توضيحات مهمة ::..

كاذب – خادم – كلب – نفوس سوداء

البعض عاتبني حينما كنت أذكر هذه الألفاظ عن خدَّام الجن (الإنسي المستغيث بالجن) في مواضيع مختلفة سابقة .. ولكن أيها السادة .. أنتم معكم حق .. وعندي خطأ في عدم توضيح لماذا أقول عليهم ذلك ..؟!!

* وإليكم البيان والتوضيح والشرح :

* كلمة (خادم) : من قوله تعالى (وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ) الانعام 128

أي خادمي الجن وتابعيهم من الإنس ..

فهؤلاء الإنس الذين يخدمون الجن ويتبعونهم .. يسمون بأولياء الجن ..

أو كما يقول الإمام الفخر الرازي رحمه الله في تفسيره ..:

( أَنَّ الْإِنْسَ كَانُوا يُطِيعُونَ الْجِنَّ وَيَنْقَادُونَ لِحُكْمِهِمْ فَصَارَ الْجِنُّ كَالرُّؤَسَاءِ وَالْإِنْسُ كَالْأَتْبَاعِ وَالْخَادِمِينَ الْمُطِيعِينَ الْمُنْقَادِينَ الَّذِينَ لَا يُخَالِفُونَ رَئِيسَهُمْ وَمَخْدُومَهُمْ فِي قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ ) 

التفسير الكبير ج13 ص148

# فحينما تسمع أحد يقول لك أن معه "خدمة" .. فاعلم مباشرة أنه من أولياء الجن .. بمعنى أنه خادم ذليل بيد الجن .. والجن هو رئيسه والسيد عليه .. !!

* وكلمة (كاذب) : جاءت في القرآن للذين يقولون غير الحق على الله ورسوله .. فكيف نصف هؤلاء بغير الكذب بعدما كذبوا على شريعة الله ؟!!  لأنهم ينسبون فعلهم إلى الشرع ..!!

يقول تعالى : ( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ) يونس69

* وكلمة (كلب) : ما بالكم بالذين جحدوا كلام الله وظنوا انه لا نفع من وراء كلام الله .. واتبعوا شهواتهم في استحضار الجن ليحميهم وينصرهم .. ويشهدون زورا على الله ورسوله وينسبون لدين المسلمين ما ليس فيه ؟!! ويستبيحون استحضار وطلب الجن ..

والبعض استباح كلام الله وأسماءه وسيلة لإستحضار الجن .. ويلحدون في آياته وأسماءه عن حقيقة مقصود الشرع ..

بل ويطلقون كلابهم من الجن ليتسلطوا على المسلمين والمسلمات .. فماذا نسمي هؤلاء الذين استبدلوا كلام الله وطلبوا غير الله ؟

اقرأ معي ماذا قال الله عن أمثال هؤلاء : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الاعراف 175-176

* أما عن لفظ (نفوس سوداء) : وهذا أول مرة استخدمه هنا .. فالله يقول (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) الزمر60 ..

فإذا كانت الوجوه مسودة .. ما بالكم بالنفوس ..؟!

* هذا كان مجرد توضيح فقط لما قد ذكرته عن بعض الروحانين الفاسدين والمفسدين في الشرع الإسلامي ..!!

***************************

..:: انتبه للعلاقة بين الإنس والجن ::..

( قد تكون طالب – قد تكون مطلوب )

العلاقة بين الإنس والجن .. فيها الصواب وفيها الخطأ .. وباختصار .. دائما ستجد الخطأ فيمن يطلبون الجن مستعيذين به ..!!

ولكن هناك فرق بين أمرين :

الأول : من يطلبون الجن مستعيذين به .. وهؤلاء هم أهل الاستمتاع بالجن .. وهؤلاء هم من يستمتع بهم الجن .

الثاني : من يطلبهم الجن .. وهؤلاء صنفين :

الصنف الأول : الجن يسعون وراءه للفتنه

الصنف الثاني : الجن يسعون وراءه للهمَّه

* يعني إيه الفتنة ؟

بمعني أنه : قد يأت الجن لأشخاص بلا رغبة منهم ودون احتياج لهم .. وفجأة قد يحدث نوع من العلاقة سواء السمعية أو البصرية .. وهذا يكون سببه غالبا للفتنة خاصة لو كان كثير الذكر أو كثير الغفلة ..

وقد تحدث هذه العلاقة نتيجة مس أو سحر حدث للشخص ..

وكل ما سبق يكون من باب الفتنة ..

* ما معنى يأتوا للهمَّة ؟

أي بمعنى : بلا طلب ولا استحضار ولا رغبة .. وإنما جاؤوا من أنفسهم لطلب العلم من العلماء مثلما حدث لكثير من أهل العلم ..

أو لمساعدة شخص على طاعة الله (وهذا أمر يحتاج للإختبار) ..

وقد يساعدون البعض في العلاجات ..!! (بشرط عدم استحضار الإنسان لهم – لأنهم يحضرون بأنفسهم) فإن استحضرهم الانسان فهؤلاء ليسوا من اهل الله ..!! 

* ولا تنسى ما ذكرناه سابقا : (مجرد وجود الجن معك .. هذا ليس أمر منكر .. ولكن المنكر هو ما يتعلق بكيفية التواصل معهم (ومن الطالب ومن المطلوب) .. وما يترتب على هذا التواصل من نتائج وأحداث .. مثل التعلق بهم وفقد التعلق بالله ..)

* وفي كل الأحوال هناك ضوابط للعلاقة مع الجن ذكرناها سابقا .. (راجع الجزء الخامس من قصة "تائهة في عالم الكشف" الخاص بالإستعانة بالجن - شروط التواصل مع الجن)

*********************************

..:: سبب كتابة هذا الموضوع ::..

:: يريدون الجن مُعيذا لهم من خدَّام الأسحار !! ::

راسلني كثيرين يريدون أن يكون لهم جن عشان يحموهم من السحر الذي لا يقهر .. الذي حدث لهم ولا يستطيعون حله .. حيث أنهم مساكين مقهورين مغلوبين على أمرهم .. ولا حول لهم ولا قوة ..

* ولذلك فهم في حاجة ماسة إلى خدمة الجن متوسلين لهم حتى يعرفوا منهم كيف يفكون الأسحار عنهم .. بل ويساعدون المسلمين في فك الأسحار عنهم بهؤلاء الجن .. !! ويحاولون أن يستبيحوا هذا الأمر استباحة غير طبيعية ..!!

* وقد نسأل أنفسنا لماذا يستبيحون ويحتاجون أن يكونوا خَدَمَا تحت أقدام الجن متوسلين لهم ؟

هل الله طلب منك التواصل مع العالم الروحاني ؟

هل الرسول طلب منك التواصل مع العالم الروحاني ؟

بالتأكيد لا .. بل هناك ما يحرم هذه العلاقة من حيث الإستحضار وطلب التوجه والتوسل لحضورهم والاستمتاع بالعلاقة وطلب قضاء الحوائج وما شابه هذه الأمور ..!!

* طيب نسأل مرة أخرى : لماذا يبحثون عن الجن لمساعدتهم ؟!!

1- هل لأنهم نظروا في دينهم فوجدوا أن القرآن عجز .. والنبي عجز .. والصحابة عجزوا .. والصالحين عجزوا .. عن العلاج الروحاني .. !!

2- أم طمعا في المشيخة والولاية الفاسدة الضالة والمضلة  ؟

3- أم رغبة في التجسس على الخلق ؟

4- أم رغبة كسب أموال الناس بالسحت والباطل من خلال هتك أعراض الخلق من خلال كشف فاسد وذلك بتلفيق التهم والاكاذيب التي سيمليها عليهم شيطانهم ؟

* والعجيب أن هؤلاء لم يسألوا نفوسهم المريضة بالسوء والممتلئة بالذنوب .. لماذا لم يتفاعل معهم كلام الله .. ؟

* ولكنهم وجدوا أن في خدمتهم للجن .. سيكون خلاصهم من مشاكلهم الروحانية (التي غالبا نتيجة ما كسبت أيديهم) .. والجن هم الوحيدين الذين يستطيعون مساعدتهم لفك أسحارهم التي دمرت حياتهم ..!!

خاصة وأن قلوبهم الطيبة لا تستحق أن يحدث لها مثل هذا الإبتلاء ؟!!

* ولكن حتى تكتمل الخدعة النفسية المريضة بالسوء .. فقد أضافوا شي مهم حتى يسكِّنوا ضمائرهم .. وهو أن من شروط الإستعانة بهذا الجن .. لا تكون إلا بجن نوراني مسلم مؤمن ..!! وتكون استحضارهم من خلال القرآن فقط .. !!

* فبعد أن وضعوا شرط الجن المؤمن والاستحضار بالقرآن .. لم ينتبهوا لحقيقة نفوسهم .. أنهم حقا نفوس سوداء سقطت في أوحال النفس الأمارة بالسوء ..!! هل تعلمون لماذا ؟

**************************************

..:: أين كان الجن وقت أن سحر اليهود الرسول ؟!

::..

لأنهم لم يسألوا أنفسهم .. هل فعل ذلك الرسول أو أمر به أو أشار إليه .. أو أحد من أصحابه فعل ذلك ..؟!!

ولماذا في تاريخ الرسول والصحابة لم نسمع عن خدام القرآن ؟!!

* وددت لو سألوا أنفسهم أسئلة بسيطة جدا وهي :

- أين كان الجن وقت أن سحر اليهود الرسول ؟!

- لماذا الجن الذي أسلم لم يساعدوا الرسول ؟

- ولماذا لم يطلب الرسول مساعدتهم ؟

أليسوا هؤلاء جن نوراني ؟!!

* ولكن هذا لم يحدث من الرسول .. حتى نشهد على هذه النفوس التي تطلب الجن أنهم جماعة كاذبة ساقطة نفوسهم في أوحال النفس الأمارة بالسوء ..

ولن يسألوا أنفسهم الأسئلة السابقة .. لأنهم يريدون أن يكون خدام للجن وأولياء لهم من دون الله ..!!

* ولم يكتفوا بتضليل أنفسهم .. ولكنهم يقومون بنشر هذا السقوط على المسلمين .. حتى يوهموا أنفسهم أن ما فعلوه كان خير وحق ..!!

وصدق الله بقوله في أمثال هؤلاء حيث يقول تعالى :

( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) النحل25

( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) العنكبوت13

******************************

..:: قل صدق الله فيما أخبرنا به في كتابه ::..

لكل من يبحث عن علاقات مع الجن .. ليستحضرهم ويعوذ بهم أمام الشيطان كما يزعم .. فليعلم أنه ضل ضلالا مبينا ..!!

فلماذا تتوسلون لحضور الجن إليكم .. ولماذا رفضتم القرآن وزعمتم أنه لا يفعل شيئا معكم .. ؟!!

ولماذا تستعيذون بالجن الصالح (هذا في وَهْمْكُم) .. ليدفع عنكم ضرر الشيطان عنكم ..!!

فهل القرآن أخبركم بذلك ؟ أو طلب منكم ذلك ؟

* فحالكم مثل عرب الجاهلية الذين كانوا يعوذون بالجن من سفهاء الجن ..!!

فهؤلاء طلبوا العوذ من الجن وأنتم طلبتم العوذ من الجن .. فما الفرق بينكما !!

(انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) الأنعام 21-23

* فقد طلبتم  الجن للدفاع عنكم في دولة الباطن (العالم الروحاني الغيبي) .. وكأن الله قد انحصرت قدرته في دولة الظاهر (العالم المادي) .. وجعلتم للجن القدرة في دولة الباطن ..!!

فهل هذا يسمى إلا شركا مع الله .. لو ظننت ذلك !!

وصدق الله في أمثالكم حيتئذ بقوله تعالى :

( وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ) الانعام 100

* ولما طغت نفوسكم بحثتم عن الكشف الروحاني لتنتهكوا أعراض الناس وتبحثوا عن الغيبيات حتى أصبح القول الباطل متداول بينكم وبين شياطينكم ..

وصدق الله في أمثالكم بقوله تعالى :

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) الانعام 112

* ثم لما اكتملت نفوسكم بالتشبع من الجن والتعلق بهم من دون الله .. فقد أورثكم ذلك علم شيطاني لتجادلوا به المؤمنين .. ولو أطاعكم المؤمنين لسقطوا في وحل النفس الأمارة بالسوء .. 
فما يحدث لكم من تعلق بالجن إلا لاستيلاء القوي الظلمانية على قلوبكم حتى فقدتم نور الهداية .. لأن مرادكم نور الظلمات ..

وصدق الله في أمثالكم بقوله تعالى (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ . أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا .. ) الأنعام 120-122

* واستمتعتم بالجن واستمتع بكم الجن .. حتى شاركوكم في الأموال والأولاد .. ثم النار مثواكم خالدين فيها .. جزاء ما تشاكلت نفوسكم عليه وتشابهت أرواحكم فيه .. وهو الإفساد في الأرض .

وصدق الله في أمثالكم بقوله تعالى : 

( وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ . وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) الأنعام 128-129

***********************************

..:: استمتاع الجن بالإنس واستمتاع الإنس بالجن ::..

قلنا أن من يريدون أن يكونوا خدما للجن .. لينصروهم ويساعدوهم ضد أعداء الشر وخدام السحر وما شابه .. فهذا ما هو إلا انحراف نفسي وضعف إيمان ..!!

أترككم مع بعض من تفسير السادة العلماء على علاقة الإنس بالجن من خلال تفسير آيات الأنعام (128-129) .. السابق ذكرها ..

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :

( الذين يتعلمون السحر، يقول الواحد منهم لنفسه: سوف أتعلمه لأدفع الضُّرَّ عن نفسي..

ونقول له: أنت لا تضمن نفسك؛ لأنك من الأغيار، فقد بغضبك أو يثير أعصابك إنسان؛ فتستخدم السحر فتصيب نفسك بالرَّهق.

إذن: فحين قال الله سبحانه: ( يَامَعْشَرَ الجن قَدِ استكثرتم مِّنَ الإنس ) [الأنعام: 128] .

أي: أخذتم من الإنس كثيراً بأن اعطيتموهم سلاحاً يحقق لهم فرصة وقوة على غيرهم من البشر .

وقد ذكر الحق سبحانه وتعالى لنا أن بعض البشر الذين استجابوا للجن قالوا: {استمتع بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} [الأنعام: 128] .

* واستمتاع الإنس بالجن مصدره أن الإنس يأخذ قوة فوق قوة غيره من البشر ..

* واستمتاع الجن بالإنس مصدره أنه سوف يُعين هذا الإنسان على معصيته؛ تطبيقاً لِقَسَمِ إبليس اللعين: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82] .

ولكن هذا الاستمتاع في النهاية لا يعطي أمراً زائداً عن المقدور لكل جنس ..

ولذلك تجد أن كل مَنْ يعمل بالسحر وتسخير الجن إنما يعاني؛ مصداقاً لقول الحق سبحانه: {فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن: 6] .

* وأنت تجد رزق الذي يقوم بالسحر أو تسخير الجن يأتي من يد مَنْ لا يعلم السحر، ولو كان في تعلُّم ذلك ميزة فوق البشر ؛ لجعل رزقه من مصدر آخر غير من لا يعلمون السحر أو تسخير الجن .

* وأنت حين ترى الواحد من هؤلاء، تجد على ملامحه غَبَرَةً، وفي ذريته آفة أو عيباً، فمنهم مَنْ هو أعور أو أكتع أو أعرج؛ لأنه أراد أن يأخذ فرصة في الحياة أكثر من غيره من البشر؛ بواسطة الجن، وهذه الفرصة تزيده رهقاً؛ ولذلك فليلزم كل إنسان أدبه وقدره الذي شاءه الله سبحانه وتعالى له؛ فلا يفكر في أخذ فرصة تزيد من رهقه.

* ونحن نرى في البشر مَنْ يستخدم صاحب القوة الجسدية أو قدرة تصويب السلاح؛ ليُرهِب غيره، وقد ينجح في ذلك مرة أو أكثر، ثم ينقلب هذا (الفتوَّة) أو ذلك القاتل المأجور على مَنْ استأجره.

* إذن: فلا بد أن يحترم كل إنسان قَدَر الله سبحانه وتعالى في نفسه ، وألاّ يأخذ فرصة من جنس آخر ؛ يظن أنها تزيده في دنياه شيئاً ، لكنها في الواقع ستزيده تعباً وتزيده رهقاً .

* ولذلك نجد الحق سبحانه وتعالى يقول عنهم: ( رَبَّنَا استمتع بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا الذي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النار مَثْوَاكُمْ ) [الأنعام: 128] .

* وهكذا نرى أن مصير الاستمتاع بقوة الجن هو النار .. للإنس الذي استخدم الجن، وللجن الذي أغوى الإنس.

تفسير الشعراوي ج10 ص5894-5894

* يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله :

( فَمَعْنَى "اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ" أَكْثَرْتُمْ مِنَ اتِّخَاذِهِمْ ، أَيْ مِنْ جَعْلِهِمْ أَتْبَاعًا لَكُمْ ، أَيْ تَجَاوَزْتُمُ الْحَدَّ فِي اسْتِهْوَائِهِمْ وَاسْتِغْوَائِهِمْ، فَطَوَّعَتُمْ مِنْهُمْ كَثِيرًا جِدًّا .

وَالْكَلَامُ تَوْبِيخٌ لِلْجِنِّ وَإِنْكَارٌ، أَيْ كَانَ أَكْثَرُ الْإِنْسِ طَوْعًا لَكُمْ، وَالْجِنُّ يَشْمَلُ الشَّيَاطِينَ ، وَهُمْ يُغْوُونَ النَّاسَ وَيُطَوِّعُونَهُمْ: بِالْوَسْوَسَةِ، وَالتَّخْيِيلِ، وَالْإِرْهَابِ، وَالْمَسِّ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، حَتَّى تَوَهَّمَ النَّاسُ مَقْدِرَتَهُمْ وَأَنَّهُمْ مُحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ ، فَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِمْ بِالْإِرْضَاءِ .. وَتَرْكِ اسْمِ اللَّهِ عَلَى ذَبَائِحهم وَفِي شؤونهم ، وحتّى أَصْبَحَ الْمُسَافِرُ إِذَا نَزَلَ وَادِيًا قَالَ:  «أَعُوذُ بِسَيِّدِ هَذَا الْوَادِي، أَوْ بِرَبِّ هَذَا الْوَادِي، يَعْنِي بِهِ كَبِيرَ الْجِنِّ، أَوْ قَالَ: يَا رَبِّ الْوَادِي إِنِّي أَسْتَجِيرُ بِكَ» يَعْنِي سَيِّدَ الْجِنِّ .

وَفِي الْكَلَامِ تَعْرِيضٌ بِتَوْبِيخِ الْإِنْسِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ، وَأَطَاعُوهُمْ، وَأَفْرَطُوا فِي مَرْضَاتِهِمْ، وَلَمْ يَسْمَعُوا مَنْ يَدْعُوهُمْ إِلَى نَبْذِ مُتَابَعَتِهِمْ ).

ثم قال رحمه الله :

(وَالْمُرَادُ بِ(أَوْلِيَائِهِمْ) أَوْلِيَاءُ الْجِنِّ: أَيِ الْمُوَالُونَ لَهُمْ، وَالْمُنْقَطِعُونَ إِلَى التَّعَلُّقِ بِأَحْوَالِهِمْ.)

التحرير والتنوير ج8 ص67 .. باختصار في كلامه .

* يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله :

( وَاسْتِمْتَاعُ الْإِنْسِ بِالْجِنِّ هُوَ انْتِفَاعُهُمْ فِي الْعَاجِلِ: بِتَيْسِيرِ شَهَوَاتِهِمْ ، وَفَتْحِ أَبْوَابِ اللَّذَّاتِ وَالْأَهْوَاءِ لَهُمْ، وَسَلَامَتِهِمْ مِنْ بَطْشَتِهِمْ .

وَاسْتِمْتَاعُ الْجِنِّ بِالْإِنْسِ: هُوَ انْتِفَاعُ الْجِنِّ بِتَكْثِيرِ أَتْبَاعِهِمْ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالَةِ، وَإِعَانَتِهِمْ عَلَى إِضْلَالِ النَّاسِ، وَالْوُقُوفِ فِي وَجْهِ دُعَاةِ الْخَيْرِ، وَقَطْعِ سَبِيلِ الصَّلَاحِ ..

فَكُلٌّ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ أَعَانَ الْآخَرَ عَلَى تَحْقِيقِ مَا فِي نَفْسِهِ مِمَّا فِيهِ مُلَائِمُ طَبْعِهِ وَارْتِيَاحِهِ لِقَضَاءِ وَطَرِهِ.)

التحرير والتنوير ج8 ص68

* يقول الفخر الرازي رحمه الله :

( فِي تَفْسِيرِ هَذَا (الِاسْتِمْتَاعِ) أَنَّ الْإِنْسَ كَانُوا يُطِيعُونَ الْجِنَّ وَيَنْقَادُونَ لِحُكْمِهِمْ فَصَارَ الْجِنُّ كَالرُّؤَسَاءِ وَالْإِنْسُ كَالْأَتْبَاعِ وَالْخَادِمِينَ الْمُطِيعِينَ الْمُنْقَادِينَ الَّذِينَ لَا يُخَالِفُونَ رَئِيسَهُمْ وَمَخْدُومَهُمْ فِي قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ .. وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الرَّئِيسَ قَدِ انْتَفَعَ بِهَذَا الْخَادِمِ .. فَهَذَا اسْتِمْتَاعُ الْجِنِّ بِالْإِنْسِ .

وَأَمَّا اسْتِمْتَاعُ الْإِنْسِ بِالْجِنِّ فَهُوَ أَنَّ الْجِنَّ كَانُوا يَدُلُّونَهُمْ عَلَى أَنْوَاعِ الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ وَالطَّيِّبَاتِ وَيُسَهِّلُونَ تِلْكَ الْأُمُورَ عَلَيْهِمْ ) .

التفسير الكبير ج13 ص148

* ويذكر الفخر الرازي فوائد للآية رقم (129) من سورة الأنعام .. منها :

( الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ : كَافُ التَّشْبِيهِ فِي قَوْلِهِ: (كَذلِكَ نُوَلِّي) تَقْتَضِي شَيْئًا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَالتَّقْدِيرُ: كَأَنَّهُ قَالَ كَمَا أَنْزَلْتَ بِالْجِنِّ وَالْإِنْسِ الَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ الدَّائِمَ الَّذِي لَا مُخَلِّصَ مِنْهُ: وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً) لِأَنَّ الْجِنْسِيَّةَ عِلَّةُ الضَّمِّ فَالْأَرْوَاحُ/ الْخَبِيثَةُ تَنْضَمُّ إِلَى مَا يُشَاكِلُهَا فِي الْخُبْثِ ، وَكَذَا الْقَوْلُ فِي الْأَرْوَاحِ الطَّاهِرَةِ فَكُلُّ أَحَدٍ يَهْتَمُّ بِشَأْنِ مَنْ يُشَاكِلُهُ فِي النُّصْرَةِ وَالْمَعُونَةِ وَالتَّقْوِيَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرَّعِيَّةَ مَتَى كَانُوا ظَالِمِينَ فَاللَّهُ تَعَالَى يُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ ظَالِمًا مِثْلَهُمْ فَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَتَخَلَّصُوا مِنْ ذَلِكَ الْأَمِيرِ الظَّالِمِ فَلْيَتْرُكُوا الظُّلْمَ)

التفسير الكبير ج13 ص150

******************************

..:: دائرة الاستمتاع أكبر مما ذكره بعض المفسرين !! ::..

# قلت (صاحب الموضوع) :

مبدأ الاستمتاع قائم على الإحتياج من الطرفين .. وغالبا يكون مرتبط هذا الزمان بالعوذ من الجن .. أي باللجوء والحماية بالجن ضد الجن ..!! وهذه مصيبة ..!!

ومثال على ما سبق : مثل من يفتحون المقابر الاثرية فهم يعوذون بجن ليحميهم من جن الآثار ، ومثل من يعوذون بجن ليحميهم من خدام الاسحار ..!!

* واذكر لكم شيء من التفصيل في نواحي الاستمتاع :

* استمتاع الجن بالإنس : ليس كما ذكره المفسرين فقط  .. لا .. بل يشاركوهم في الاموال والأولاد ..

ورغبتهم في إذلال الإنسان وجعله في حالة خوف دائم منهم .. ورغبتهم في جعل الإنسان خادما لهم ذليلا دائما في حالة تعلق بهم وافتقار إليهم .. والجماع الجنسي بشتى الطرق .. (فلا يوجد شيء مجاني وبلا مقابل في عالم الروحانيات النارية ) ..

* واستمتاع الإنس من الجن : بالشهرة بين الناس أنه قاهر الجن والرجل الذي يعرف والشيخ الذي يعرف كل شيء ..!! وأيضا بطلب الإنتقام من فلان ، وتسليط الأذى عليه ..

والتحصين بالجن من دون الله .. وطلب الحماية من الجن من روحانيين .. وطلب التسليط على روحانيين ..

والكشف على المحارم وتتبع العورات .. والكشف على الآثار .. والكشف الفاسد لزرع العداوة بين الناس عن طريق الأخبار بأن فلان عمل سحر (وهو لم يعمل) .. والكشف عن بعض الأحداث الماضية في حياة البعض لفضحها على الملأ أو اتخاذها وسيلة ابتزاز .. والتسليط على النساء لأذيتهم وإذلالهم نفسيا .. والتسليط بالمس والسحر للإنتقام من الإنسان طغيانا وظلما .. أو سرقة أموال الناس .. أو اتلاف ممتلكاتهم ..

* فهذه بعض من أمور الاستمتاع بين الإنس والجن .. ويصعب على العقل حصرها .. ولكن أردت توضيح جزء لم يكن ينتبه له مشايخنا رحمهم الله .. لأنهم لم يعاصروا هذا الزمان .. (زمن أولياء وخدام الجن) ..!!

*************************************

..:: النفس بين الشهوة والشهرة ::..

( وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ ) الأنعام120

* دائما ما يحرك النفس هو الشهوة والشهرة ..

فالشهوة مثل (المال والجنس الطعام والشراب وغير ذلك) ، والشهرة مثل ( حب الظهور ، والرياء ، والاستعلاء ، وحب التملك )

* وحتى تتحرك هذه الشهوات والرغبات والشهرة فلابد من صفات نفسية .. 

تظهر صفات نفسية إما حميدة ( مثل الرضا والقناعة والمحبة والزهد والإخلاص واليقين ..... ) وقد تظهر على النفس صفات غير حميدة (مثل الغل والكراهية والغضب والانتقام .. ووو)

* وبقدر ما يغلب عليك من صفات .. بقدر ما تستطيع السيطرة على شهوتك وشهرتك ..

فقد تكون شهوة وشهرة حلال

وقد تكون شهوة وشهرة حرام

وهذا يتوقف على صفاتك النفسية .. ومدى علاقتك وإيمانك بالله ..

**********************************

..:: كيف يكذبون على أنفسهم ؟ ::..

يخبرنا الله سبحانه عن أحوال العصاة في الحشر .. فمن هؤلاء جماعة من المشركين .. يقسمون بالله أنهم غير مشركين .. حتى ينجيهم الله من العذاب الأليم .. ويصف الله لنا حالا لهم ..

فيقول تعالى :

(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ . ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ . انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) الأنعام 22-23

* يقول الشيخ طنطاوي رحمه الله :

(الفتنة مأخوذة من الفتن، وهو إدخال الذهب في النار لتعرف جودته من رداءته، ثم استعمل في معان أخرى كالاختبار، والعذاب، والبلاء، والكفر.

والمعنى: ثم لم تكن عاقبة كفرهم حين اختبروا بهذا السؤال ورأوا الحقائق، وارتفعت الدعاوى إلا أن قالوا مؤكدين ما قالوا بالقسم الكاذب والله يا ربنا ما كنا مشركين . ظنا منهم أن تبرأهم من الشرك في الآخرة سينجيهم من عذاب الله كما نجا المؤمنين بفضله ورضوانه.

قال ابن عباس: يغفر الله- تعالى- لأهل الإخلاص ذنوبهم. ولا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره، فإذا رأى المشركون ذلك قالوا: إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك، فتعالوا نقول: إنا كنا أهل ذنوب ولم نكن مشركين)

التفسير الوسيط لطنطاوي ج5 ص57

( والمراد بالنظر هنا : التدبر والتفكير .

والمعنى: انظر- أيها العاقل- وتأمل كيف كذب هؤلاء المشركون على أنفسهم في قولهم والله ربنا ما كنا مشركين، وغاب عن عملهم ما كانوا يفترونه في الدنيا من الأقوال الباطلة، وما كانوا يفعلونه من جعلهم لله شركاء.)

التفسير الوسيط لطنطاوي ج5 ص57

* الغرض من الآيات السابقة هو توضيح كيف تعمل النفس الامارة بالسوء حتى في حضرة الله يوم الحشر ..!!

فإذا كانت هذه النفوس تكذب في الآخرة أمام الله .. أفلا تكذب في الدنيا بنفي الشرك عنها .. ويقولوا لك لسنا مشركين ..!!

* ومستحضري الجن على حافة خطرة جدا من العقيدة .. حيث أنهم قد يدخلوا في حالة شرك أكبر لو اعتقدوا فيهم بالنفع والضر من ذاتهم (أي أن الجن لهم قدرة وفعل مثلما لله) فبالتأكيد قد كفروا بالله .. لأنهم يكونوا قد نسبوا للجن ما هو مختص بالذات الإلهية .. كما يفعل الساحر تماما !!

* ولذلك كان الساحر كافر .. (وهو مستحضر للجن) لتعظيمه للجن واعتقاده في الجن بالقدرة على النفع والضر من ذاته .. وذلك بعد يأسه من رحمة الله بعدم الاعتقاد فيه سبحانه ..!! (مثلما يأس كثيرين من قدرة الله ومن العمل بكتابة العظيم) !!

* ولو اعتقد مستحضري الجن .. أن الجن يعوذوه .. فقد دخل في دائرة الشبهات .. لأن طلب العَوْذ من الشيطان .. يكون من الله وليس من غيره .. فلو طلبت العوذ من غيره .. فأنت ضللت طريقك بلا ريب ..!!

* فالذين يطلبون العَوْذ (الحماية) من غير الله .. فقد تشربت قلوبهم بالإعتقاد في الجن حتى انطمست بصيرتهم في التفرقة بين الحق والباطل .. ومسقطت محبة الله من قلوبهم .. لأنهم ضلوا الطريق ..!!

وفي مثل هؤلاء يقول الحق سبحانه :

( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ) البقرة165

* بل ويجعلون الجن طريقا للخلاص للآخرين من مشاكلهم الروحانية .. وهؤلاء يقول الحق عن أمثالهم ( وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ) إبراهيم30

************************************

..:: لماذا يتلاعب الروحانيين والرقاة الفاسدين بالناس ؟ ::..

قبل الدخول لشبهات الرقاة المفسدين والروحانيين المضلين .. أريد من كل مسلم أن يعلم أمور عن النفوس التي تتعامل مع الجن حتى لا يخدعوك بكلامهم الكاذب ويضللوك عقليا وروحيا ونفسيا :

* فهم يجيدون أمرين :

1- يجيدون قلب الحقائق .. فيستبدلون كلمة (الإعاذة) بكلمة (المساعدة) .. حتى لا تنفر منهم .. إذا سمعت أنهم يستعيذون بالجن من دون الله ..!!

وسنشرح لكم ذلك بالتفصيل ..

2- التلاعب بآيات الله وأسماءه .. واتخاذها وسيلة روحانية للسيطرة على عقول وأحلام البسطاء ..!!

وفي مجادلاتهم بالآيات .. دائما يذكرون لك أنها تتحدث عن الشيطان وليس عن الجن المؤمن ..!! حتى يوهموك أنك مخطيء وتفكيرك خاطيء ..!!

وهذا ما سأحاول توضيحه لكل مسلم غيور على دينه حتى يعرف كيف يتعامل مع هؤلاء الرقاة والروحانيين خدام الجن ..!!

يقول تعالى : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ .. كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا .. كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) غافر35

* وحتى يحققوا الأمرين السابقين .. فهم يستغلون أمرين ويتلاعبون بهما معكم :

1- التلاعب بظروفكم الإجتماعية والإقتصادية .. ويعطوك الأمل في كونهم سيعطوك ما تغير به حياتك .. ماديا واجتماعيا .. وسيمنحوك قوة روحية هائلة .. وسيجعلوك تتواصل من الأنوار المحيطة بك ..!! حتى تستطيع ان تفتح المقابر الأثرية .. وتقهر الشيطان الرجيم وإبليس اللعين ..!!

2- التلاعب بظروفكم النفسية .. خاصة مع النساء .. من ناحيتين :

الأولى : حيث يجيدون فن الملاطفة بالكلام معهن وبسرد قصص نورانية تحيط بهن من الجن النوراني وما شابه هذه الأوهام ..

وكذلك يفعلون مع سفهاء العقول من الرجال ..!!

الثانية : ويجيدون نشر الوهم في نفوسكم .. حيث يقولون (معمول لك سحر أسود ، وسحر مدافن ، وسحر قرين ، وسحر نجوم ، وسحر بحري ، وسحر محبة ، وسحر خراب ، وسحر وقف الحال ، ووووووو) ..

أو (مس عاشق ، مس انتقام ، مس خبث وخبائث ، مس ......... )

أو (محسود حسد شديد موقف لك حالك ..!! )

* عموما تعالوا معي نبحث فيما قاله هؤلاء .. من شبهات نفسية ونرد عليها ردا بسيطا لا يحتاج للمزيد .. لأنك مهما قلت لهم .. فقد ارتضوا أن يكونوا خدما للجن والشيطان .. إلا من رحمه ربي وفاق من غيبوبة الإستعانة بالجن .. !!

وإنما نذكر الحجج والبراهين لتطمئن قلوب المؤمنين .. ولتكون وسيلة علم لدحض شبهات المنحرفين من الرقاة والروحانيين الفاسدين المستعيذين بغير الله ..!!

* والآن ندخل إلى مناقشة من يريدون أن يكونوا خدَّام الجن وأولياؤه ..

***********************************

( الشبهة الأولى )

:: شبهة استحضار الجن للإعاذة من خدام السحر !! ::

 (1)

(قال: خدَّام الجن وأولياؤه)

:: لماذا لا نطلب مساعدة الجن في حل مشاكلنا ؟ ::

( فهذا له مثال في الواقع : مثل كونك تطلب مساعدة من شخص ما ليساعدك .. فهذا لا شيء فيه ..!!

فهل لو طلبت من شخص أن يساعدك فهذا معناه أنك أشركت ؟ أو اعتقدت فيه أنه نافع وضار من دون الله ؟!! ) . انتهى كلام هذه الشبهة .

* قلت (صاحب الموضوع) : 

ستجد إجابة هذه الشبهة في الرابط التالي

(لا تنخدع بمقولة الشيطان: (الاستعانة بالجن هي كما تستعين بصديقك من الإنس في قضاء حاجتك) ؟)

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..